Al Jazirah Magazine Tuesday  10/04/2007 G Issue 214
أنت وطفلك
الثلاثاء 22 ,ربيع الاول 1428   العدد  214
 

أدوية السعال تسبب التسوس

 

 

في إطار الاهتمام بصحة أسنان الأطفال وحمايتها من التسوس، نصحت دراسة حديثة بضرورة الاهتمام بتعويد الأطفال على تنظيف أسنانهم بالفرشاة مرتين على الأقل يومياً، الأولى في الصباح، والثانية قبل الذهاب إلى النوم، مشيرة إلى أن أحد مخاطر التسوس يأتي من إهمال تنظيف أسنان الطفل بعد تناوله أدوية قبل النوم، حيث تدعو الدراسة إلى تأجيل غسل الأسنان إلى ما بعد أخذ الدواء، خاصة إذا كان من ضمنها أدوية السعال أو الكحة، حيث إن أغلبية هذه الأدوية تحتوي على مواد حمضية من شأنها أن تسبب تسوس الأسنان.

سنة أولى مدرسة

دخول الطفل المدرسة لأول مرة هو في حد ذاته تجربة مثيرة، فهناك سيلتقي أصدقاء جدداً، وسيصبح له مكان خاص يجلس فيه بصورة يومية ويمارس أنشطة مسلية، ولكن بعد أن يمضي الإحساس بالإثارة، ويبدأ الروتين اليومي المعتاد، يشعر الطفل بالارتباك من تلك النقلة الكبيرة التي حدثت في حياته بصورة مفاجئة.

في الحقيقة، يقول الخبراء إن شعور الصغار بالقلق يمكن أن يسبب لهم انتكاسة بعد الأسابيع أو الأشهر الأولى من بدء الدراسة، والخطأ الكبير الذي يقع فيه أغلبية الأهالي أنهم يعنفون أبناءهم ويبالغون في حثهم على الانضباط.. وبدلا من ذلك عليهم أن يتحدثوا معهم حول الأسباب التي دفعتهم للشعور بالضيق من المدرسة، فمثلاً يجب أن تهتم الأم بأن تسأل طفلها بصفة يومية كيف أدى يومه في المدرسة؟ وتسأله عن المعلمة وعن رفاقه الجدد، ويجب عليها ألا تتعجل الأمر، ربما يستغرق انسجام الطفل مع المدرسة شهوراً أو ربما يأخذ العام الأول بأكمله.

وينصح أن تزور الأم مدرسة طفلتها من حين إلى آخر لتتحدث مع معلمتها عن أحوالها وتطلب مساعدتها في التغلب على ما تواجهه طفلتها من صعاب وأن تحاول أن تحببها في المدرسة، كأن تعرض عليها صور إخوتها عندما كانوا في مثل سنها ويذهبون إلى المدرسة، وتحدثها عن المزايا التي توفرها المدرسة والتي هي غير موجودة في المنزل، والأهم من هذا كله أن تصبر عليها قليلاً ولا تدفعها إلى تقبل المدرسة غصباً عنها.

لماذا تتصرف ابنتك كطفلة صغيرة؟

لا تتفاجئي إذا وجدت ابنتك ذات الأعوام الثمانية تتصرف وكأنها طفلة صغيرة ثم تعود بعد برهة وتطالبكم بأن تعاملوها مثل صبية كبيرة! يقول الاختصاصيون إنه ليس مفاجئاً أن يجد الأطفال في سن 6-8 أعوام الأمر صعباً عليهم، ليقرروا إذا كانوا يريدون أن يكونوا أطفالاً صغاراً أم كباراً، فهم في هذه الفترة يشعرون بأنهم ممزقون بين الشعور بالراحة والاتكال الذي كان يتوافر لهم في سنواتهم الأولى، والشعور بالإثارة الذي انتابهم عندما كبروا، وأصبحوا أكثر استقلالاً وتطوراً.

يقول الخبراء: إن الأطفال يعتمدون عادة على الإحساس بالأمان الذي يشعرون به أثناء ممارستهم الأنشطة المألوفة لدفع أنفسهم نحو التطور، ويشعرون بالارتباك من أي نشاط جديد؛ لهذا نراهم في هذه الفترة يأخذون خطوة إلى الأمام، ومن ثم يتراجعون خطوتين إلى الخلف، فنرى الفتاة تحن مثلاً إلى دميتها القديمة وقصصها الصغيرة وتلك الحركات التي كانت تقوم بها في صغرها، بينما يشعر الولد في الغالب بالحنين إلى مصدر الأمان الأول في حياته، حضن أمه فيميل للالتصاق بها ومرافقتها إلى كل مكان تذهب إليه.

التصرف المثالي في هذه المرحلة هو محاولة إعادة أطفالنا إلى أماكنهم الصحيحة، بأن نذكرهم بسنهم الحقيقية دون أن نشعرهم بالارتباك، وذلك من خلال توجيههم إلى الأنشطة التي تليق بهم، وهي الأنشطة التي تتطلب منهم الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية، هكذا سيعود إليهم الإحساس بالإثارة وتقوى ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على التقدم إلى الأمام.

ويحذر الاختصاصيون من تعنيف الطفل بالقول له إنه لم يعد صغيراً وإنه لا يليق به أن يعود إلى الأشياء التي يقوم بها الصغار، فربما يدفعه هذا إلى المزيد من العناد، مشيرين إلى الخطأ الكبير الذي يقع فيه معظم الآباء وهو الضغط الشديد على أبنائهم لكي يكبروا وينضجوا بسرعة، موضحين أنه من أجل تحقيق التوازن النفسي للطفل فهو بحاجة إلى أن يعيش جميع مرحل حياته دون تعجل، وهذا يعني أن نمنحهم الفرصة لكي يجربوا كل شيء، ونكتفي بمراقبتهم عن بُعد والتدخل وقت الحاجة.

علمي صغيرك الهدوء

يعتبر الشعور بالتوتر أمراً طبيعياً وجزءاً من الحياة؛ إذ ينتاب هذا الشعور كل الناس بمن فيهم الصغار. كيف يمكن معرفة ما إذا كان صغيرك يعاني التوتر؟ وما الخطوات التي من شأنها أن تساعده في تبديد توتره ليعيش في أمان وطمأنينة؟

يعاني الصغار التوتر، تماماً كالكبار، وإنما لأسباب مختلفة، فالصغير في سن ما قبل المدرسة، يشعر بالتوتر إذا انتقل إلى حضانة جديدة، في حين يتوتر الصغير في سن المدرسة عندما يفشل في أحد الاختبارات أو في أداء واجبه المدرسي، ويقلق الصغير في سن ما قبل المراهقة، من التبدلات التي تطرأ على جسده، في حين يتوتر المراهق عند محاولته اكتشاف هويته.. يستطيع الأهل أن يخففوا وطأة مشاعر التوتر والقلق على نفسية صغارهم، من خلال تعليمهم أو إرشادهم إلى كيفية التأقلم مع المواقف الضاغطة، كي لا يصابوا بالإحباط وينجحوا لاحقاً في مواجهة صعوبات الحياة الكبرى.

يشعر الصغير، أياً كان عمره، بالتوتر والقلق عند ولادة طفل جديد أو الانتقال إلى بيت جديد، أو وقوع طلاق أو حصول زواج، أو موت أحد المعارف أو الأقارب، أو لدى مرور الأسرة بأزمة مالية؛ لهذا السبب من المهم جداً ألا يخفي الأهل عن صغارهم المشكلات التي قد تواجهها الأسرة، وأن يشرحوا لهم دوماً حقيقة الوضع، من خلال استخدام التعابير البسيطة، بحيث يقطعون الطريق أمام جنوح مخيلتهم نحو الأفكار السوداوية. فقد أشارت الدراسات العلمية إلى أن الصغار الذين لا يفهمون ما يجري من حولهم يتوقعون الأسوأ وتنتابهم مشاعر الخوف مما يمكن أن يحصل، فيزيد توترهم؛ ما يؤثر سلباً في أسلوب حياتهم وتصرفاتهم.

ويحتاج الأبوان، ولاسيما الأم، إلى تحديد إشارات التوتر أو القلق التي يرسلها الصغير؛ كي تتمكن من مساعدته أو حتى الاستعانة بأي شخص تراه مناسباً لحل المشكلة في الحالات البسيطة، فيمكن اللجوء إلى صديق أو أحد أفراد الأسرة، أو أحد المعارف، يكون على اطلاع على وضع أسرة الصغير للحصول على رأي موضوعي ونصائح مفيدة في كيفية مساعدة الصغير في الخروج من محنته، أما إذا تبين أن حالة الصغير مستفحلة جداً وتخرج عن نطاق قدرة الأهل على تقديم المساعدة التربوية يصبح من الضروري التحدث إلى طبيب اختصاصي أو عالم نفسي أو مرشد تربوي.

التعرف على مؤشرات التوتر والقلق

في البداية على الأم أن تتعرف بسرعة إلى مؤشرات التوتر والقلق، كي تسارع إلى مساعدة طفلها. يجب أولاً الشرح للطفل حقيقة الوضع وتوضيح الصورة له، من خلال استخدام ألفاظ بسيطة غير معقدة وبأسلوب مطمئن وتشجيعه على التحدث عن مخاوفه والتعبير عنها، كأن يقول مثلاً إنه يخاف من نباح كلب الجيران، أو يخاف النوم في الظلام، من المهم جداً عدم الاستخفاف بمخاوف الطفل، حتى ولو بدت الأسباب تافهة جداً، بالنسبة إلى إنسان راشد، على الأم أن تحاول تبديد توتر طفلها، من خلال تقديم الدعم له وإظهار تفهمها وعطفها. من الأمور التي تساعد في الحد من توتر الطفل؛ مداعبته وحمله بين اليدين، والحفاظ على هدوء الأعصاب كي يشعر بالطمأنينة.

متى يجب طلب المساعدة من أحد الاختصاصيين أو الأصدقاء؟ عندما تشعر الأم بأنها فشلت في محاولات مساعدة طفلها، أو عندما تكون المشكلة أكبر من قدرتها على الحل، فيجب عند ذلك طلب مساعدة اختصاصي.

مساعدة الصغير بين عمر

الستة والـ12 عاماً

يواجه الصغير بين عمر ال6 وال12 عاماً صعوبات عدة في حياته لا ينتبه إليها الراشدون؛ كونهم يرونها من الأمور التافهة، في حين أنها تشكل مصدر توتر وقلق بالنسبة إلى الصغير في هذه المرحلة العمرية. مثلاً، على الصغير أن يتعلم التأقلم مع الضغوط التي تفرضها الحياة المنزلية، إلى جانب تعلمه التأقلم مع الحياة في الخارج، مثل المدرسة، والتعامل مع الأصدقاء.. ثمة أمور أخرى يمكن أن تشكل أيضاً مصدر توتر له، منها: حمل اسم غير عادي ومثير للتعليقات، الخضوع لاختبار في المدرسة، التمتع بذكاء حاد، وجود تشوه ما في جسده أو وجهه، السعي إلى الحصول على درجات أو علامات مرتفعة، الشعور بالغيرة، بناء علاقات جديدة، المنافسة بين الأصدقاء والأشقاء، التعرض للانتقاد أو حصول تغيرات في الجسد، الشعور بالحرج من القيام بأمر ما، تولي مسؤوليات إضافية، عدم دعوته إلى الانخراط في نشاط ما، الدخول في مشاحنات مع الأصدقاء.. إلخ.

مؤشرات معاناة الصغير من التوتر والقلق

يمكن معرفة ما إذا كان الصغير يعاني التوتر من خلال ملاحظة المؤشرات التالية: عودة بعض التصرفات المرتبطة بالمرحلة العمرية السابقة، مثل تبليل السرير، إضافة إلى اضطرابات النوم، والكز على الأسنان والتلعثم في الكلام على غير العادة. في الإجمال يظهر الصغير الذي يعاني ضغطاً ما كأنه يتحرك ببطء؛ إذ يبدو ساهياً وقليل النشاط. من الإشارات الأخرى للإصابة بالتوتر: معاناة الصغير صعوبة في المدرسة، أو إقدامه على السرقة والكذب والغش، أو الشعور دوماً بالحزن والبكاء وخوض المعارك مع الأصدقاء.

خطوات تخليص الصغير من محنته

الصغير الذي ينجح في السيطرة على التوتر هو الذي يحظى بدعم أهله وتفهمهم له، من المهم جداً أن يشعر الصغير بأن أهله يقفون إلى جانبه من خلال تفهم مشكلته وما يمر به، كما يجب أن يتم تشجيعه على التحدث عن الأمور التي تزعجه ومساعدته في إيجاد الحلول المناسبة لمشكلاته، لقد امتلك الصغير في هذه المرحلة العمرية بعض مهارات حل المشكلات، إلا أنه يبقى في حاجة إلى مساعدة أهله في هذا المجال. في أغلب الحالات يشكل الأهل المصدر الرئيسي لشعور الصغير بالضغط والتوتر من خلال حثه على أداء ما يفوق قدراته الواقعية. إذا تبين أن المشكلة تتعلق بالمدرسة وجب اللجوء إلى المدرس وطلب مساعدته لينجح الأهل في حل مشكلة صغيرهم، وتعتبر كثرة الأنشطة التي ينتسب إليها الطفل مصدراً آخر لشعوره بالتوتر والقلق، ولاسيما إذا كانت في أوقات متقاربة ومكثفة؛ ما يرهقه جسدياً ونفسياً.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة