ترتبط حياة الطفل بشكل كبير بأمه، فمنها يحصل على الغذاء والحب؛ لذا من السهل أن نتعرف من خلاله على حالتها النفسية. ويؤكد الخبراء النفسيون أن إحباط الأم يمكنه أن يؤثر على سلوك الرضيع بشكل خطير، ويكمن الخطر في أن الأم المحبطة تتعامل في العادة مع رضيعها بطريقة آلية، فهي تحرص على تزويده بكافة الاحتياجات المادية، بمعنى أنها تكون بالقرب منه بجسدها، ولكنها غائبة عنه نفسياً وعاطفياً، وفي مثل هذه الحالة يعاني الطفل كثيراً لأنه يشعر بافتقاره لحب وحنان أمه وهو بأمسّ الحاجة لهما، وعندها يلجأ إلى التعبير عن انزعاجه عبر كافة الوسائل المتاحة له كأن يكف عن تناول الطعام، أو لا ينام جيداً أو يبكي دون توقف. ويؤكد عدد كبير من علماء النفس حقيقة التأثير العلاجي للرضيع على أمه، فإذا نجح في إخراجها من حالة الإحباط، فسيعود الوضع إلى ما كان عليه، أما إذا فشل فستزداد حالته سوءاً، وفي حالة الرضع الأكبر سناً، تزداد حدة السأم والفراغ والكآبة، وفي كلتا الحالتين يدل هذا على أن الأم بحاجة إلى علاج سريع.