Al Jazirah Magazine Tuesday  23/10/2007 G Issue 239
فنون عالمية
الثلاثاء 12 ,شوال 1428   العدد  239
 

(امرأة شجاعة)

 

 

فجأة تجد إريكا نفسها مهددة ومطلوبة أمنياً بعد أن كانت فتاة وديعة محبة لكل من حولها ... وفجأة تنفجر على نفسها.. جودي فوستر (في دور إيريكا باين)، مذيعة في إذاعة نيويورك المحلية.. تؤدي إيريكا شخصية فتاة حالمة محبة للحياة ولنيويورك التي تعيش بها، وهي محبة أيضاً لخطيبها الرومانسي ديفيد (يقوم بدوره نافيين آندروز).. تعيش إيريكا هذه الحياة الوردية مع حبيبها إلى أن يتعرضا لحادث اعتداء وحشي من أحد المتجولين ليلاً في الطرقات يسفر عن مقتل ديفيد، وفقدانها إياه قبل أن تفقد وعيها وتروح في غيبوبة طويلة.. بعد ثلاثة أسابيع من الغيبوبة تحاول إيريكا استعادة حياتها والخروج من الأزمة لكنها وجدت نفسها إنسانة أخرى.. في البداية لم تتمكن من أن تخطو خطوة أمام باب شقتها.. وعندما خرجت من شقتها قررت أنها لن تتمكن من العيش إلا بعد أن تحمل السلاح.. لقد حوَّلتها تلك الحادثة إلى إنسانة متنمرة على كل شيء ومع أي أحد.. وليس أدل على ذلك من واقعة حدثت بعد خروجها من عزلتها في متجر للمواد الغذائية قريب من بيتها حينما حدث إطلاق نار وفوجئت إيريكا نفسها أنها هي من قتل الرجل المسلح.. على إثر ذلك شاع في المدينة وفي الصحف أن قاتلاً محترفاً شديد الخطورة لا يزال هارباً من يد العدالة.. ويبدأ المحقق شين ميركر (يقوم بأداء الشخصية تيرانس هوارد) في البحث عن القاتل لكي يقدمه للمحاكمة.. فجأة تجد إريكا نفسها مهددة ومطلوبة أمنياً وهي الفتاة الوديعة التي لم تحقد يوماً على أحد أو تغضب من أحد.

من يبرع في تجسيد هذه المشاهد من سياق الدراما، بالطبع مع براعة الممثلة المتمكنة جودي فوستر، هو مخرج العمل (نيل جوردان).. لقد تمكن من إبراز حالتي الرعب من شوارع وطرقات المدينة التي باتت تمشي فيها خائفة من أن يقبض أحدهم عليها، مع الحفاظ على ذكريات حبها لنفس تلك الشوارع التي كانت تعشقها إلى وقت قريب.. كان المخرج يصور النجمة جودي فوستر وهي تجري في شوارع المدينة التي باتت شوارعها مظلمة ذات ظلال مرعبة، وفي الخلفية صوت إيريكا عبر الأثير وهي تصف تلك الطرقات بالجمال والهدوء والرومانسية.. وتتتابع هذه المشاهد مع مشاهد رومانسية لإيريكا مع خطيبها ديفيد ومشاهد أخرى مزعجة لإيريكا وهو على السرير في المستشفي وهي بين الوعي وفقدان الوعي.

الحقيقة أن تلك المشاهد من أعلى مشاهد الفيلم من حيث القيمة الفنية، ومن حيث الجهد المبذول من المخرج والنجمة بطلة العمل على حد سواء.. إلا إن هناك ضلعاً ثالثاً برع هو الآخر في كتابة الخطوات التي يسير عليها العمل.. إنه كاتب السيناريو الرائع (رودريك تايلور) ومعه فريق مكون من اثنين هما (بروس تايلور) و(سينثيا مورت).. لقد اشترك الثلاثة في كتابة سيناريو رائع للفيلم وتمكنوا بالفعل من تخصيص مساحات سطوع كبيرة للنجمة جودي فوستر لتبرز فيها إمكانياتها، وكذلك بالنسبة للممثل تيرانس هوارد حيث إن الشخصيتين مرتبطتان ببعضها حتى آخر الفيلم.

لقد كانت فوستر المحرك الرئيس لمعظم مشاهد الفيلم حيث إنها تمكنت من تقمص شخصية إيريكا وإدراك مدى إحساسها بالرعب من كل ما هو حولها أولاً لأنها ضحية وثانياً لأنها قاتلة.

تفتح قصة الفيلم باب النقاش في قضية العنف الذي بات العالم يعتاد عليه على الأقل على مستوى شاشات الأخبار، خصوصاً في بعض الدول التي باتت شوارعها مسرحاً يومياً لكثير من أعمال العنف بشتى صورها.. إلا أن الفيلم يناقش محوراً واحداً فقط من محاور القضية وهو العنف الناتج عن ردة فعل نفسية، أو الثأر بمعنى آخر.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة