Al Jazirah Magazine Tuesday  15/05/2007 G Issue 218
استطلاع
الثلاثاء 28 ,ربيع الثاني 1428   العدد  218
 

عمل المرأة
بين التطلعات والتقاليد

 

 
* إعداد - سلوى عبد الله:

حقق مجتمعنا اليوم الكثير من الإنجازات العظيمة، فمع تقدم الزمان والوصول إلى مرحلة متطورة ظهرت نهضة كبيرة، ووصل مجتمعنا إلى مكانة جيدة ومرموقة. ولكن يبقى السؤال؟ هل المرأة وصلت إلى مكانها المناسب؟ وهل باستطاعتها الآن ممارسة حقوقها دون قيود؟!

في ظل هذا التطور، مايزال هناك تهميش لدور المرأة،فالمجالات المتاحة لها مازالت محدودة، مع العلم أن المرأة باستطاعتها أن تحقق إنجازات كبيره للاسهام في بناء المجتمع لأنها وصلت إلى مرحلة متقدمة من الوعي والثقافة والتعليم.

نلاحظ أن التضييق على المرأة، وحصر واجباتها في أمور معينه لا يواكب روح العصر ومتطلباته؛ لأنها لا تقل عن الرجل مكانة وعلى مستوى القدرات، فهي قادرة على العطاء والإنتاج. وأحد الأسباب التي جعلت المجتمع ينظر إليها بهذه الطريقة هي الأفكار القديمة التي مازالت حية في عقول بعض أفراد المجتمع تلك الأفكار التي تعزز الموروثات الاجتماعية السالبة، وتجعل المرأة ضحية للعادات والتقاليد السلبية، أما الإسلام فقد أعطى المرأة حق التملك والعمل والكسب في ظل أوضاع لا تنتهك خصوصيتها، ولا تقلل من واجباتها الدينية والأسرية والتربوية التي تناسب طبيعتها. ورغم ذلك نجد بعض أفراد المجتمع وخصوصا بعض الرجال يتوقعون من المرأة الا تطمح في أي عمل خارج جدران البيت وبلادنا ولله الحمد تضع كل الاحتياجات التي تناسب عمل المرأة، وتوفر لها الأجواء المناسبة بعيدا عن الاختلاط وما يسبب لها المضايقة والإيذاء.

ألم يعط الدين الإسلامي للمرأة حقوقها؟!

ألم يوص الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بالمرأة خيرا؟!

لقد أصبحت المرأة في بعض المجتمعات تعاني من الظلم والحرمان من أدنى حقوقها، وأصبحت تعاني من صعوبات كثيرة في التعبير عن ذاتها بسبب العادات والتقاليد.

لأن المرأة باستطاعتها أن تمارس وجوه الإبداع الفكري والعلمي كافة، وقد كانت في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - أما وزوجة ومجاهدة وعاملة وتروي الأحاديث وتدخل في السياسة، وباستطاعتها أن تكون عضواً فعالا في حياة المجتمع الثقافية والسياسية.

وهنا نستعرض بعض الآراء لنساء سعوديات:

* ( م. د طالبة جامعية - 22سنة): المرأة لا تستطيع ممارسة أبسط حقوقها؛ لأن المجتمع جعل واجبات المرأة محصورة في الأشياء التي يرغب بها، ولم يعط المرأة الحرية في إعطاء وتقديم ما لديها للارتقاء بهذا المجتمع.

* ( أ. ع معلمة - 31سنة): الفتاة السعودية كغيرها من الفتيات تطمح في الوصول إلى أرقى المستويات التعليمية وباستطاعتها النجاح في الكثير من المجالات، ولكن للأسف في مجتمعنا المجالات محدودة للمرأة، ومع هذا أرى أن باستطاعتها أن تصل إلى مستوى رفيع، وهذا يكفي.

* (ف.ك إخصائية علم نفس - 36سنة): ما زالت المرأة تعاني كثيرا فيظل سيادة بعض العادات والتقاليد التي لا تقوم على الدين بل فقط على الموروثات الاجتماعية، والسبب الرئيسي هو بعض التقاليد التي أصبحت تحرم المرأة من الكثير من مصادر الرزق!

الكل يعلم أن المرأة هي الأم وهي التي تربي وتفعل كل شيء، ولكن لماذا ننسى دائماً أن هناك جانبا آخر للمرأة باستطاعته أن يصل ويحقق مجالات كبيره تفيد المجتمع. الفتاة السعودية استطاعت أن تتعلم وتنجح، وباستطاعتها أن تستمر في هذا النجاح إذا قدمت لها فرصة لذلك.

* ( ن.ع طبيبة - 35 سنة) : الأسرة لها تأثير كبير على الفتاة وليس المجتمع، فأنا أجد أن الفتاة في مجتمعنا تستطيع أن تحقق ما تريد إذا كانت تعيش في أسرة متفهمة، ولا أرى أن المرأة في مجتمعنا مقيده بل على العكس أصبح بإمكان الفتاة السعودية المشاركة في مجالات عديدة، فنحن نعيش في دولة تواكب كل جديد ومتطور في جميع المجالات.

وحتى يستمر هذا التقدم نتمنى أن تعطى المرأة حقها في قيادة السيارة حتى تتمكن من الاعتماد على نفسها. ومع كل هذا أرى أن قضية الربط بين الدين والتقاليد ليست جدالا فقهيا بقدر ماهو نزاع نفسي- اجتماعي والخلاف في هذه المسألة لن ينتهي، مادامت هذه الأفكار موجودة ومتوارثة.

فهل هذا سيرضي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم؟! ألم يجعل لنا هذا الدين ميسرا؟!

لن ننسى كيف نظر رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام - إلى دور المرأة في المجتمع فرأى أنه يشتمل الغزو في البحر... وأنا اقتدي به -عليه الصلاة والسلام-

ألم يعلن نبينا الكريم للعالم أجمع أن (النساء شقائق الرجال).

ألم يقل (رفقا بالقوارير)!

هذا هو إمام الهدى عليه الصلاة والسلام - منقذ البشرية صاحب المعجزات لو تولى أمر العالم اليوم لوفق في حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.

أنا احترم هذه الأعراف والتقاليد.. في كل البلدان، ولكن الربط بينها وبين الدين أساء كثيرا للمجتمع، وهذه مشكلة كبيره قد تؤدي إلى تشويه هذا الدين وتنفير غير المسلمين عن هذا الدين، وأخشى أن يأتي يوم تقدم فيه هذه التقاليد على الدين!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة