Culture Magazine Monday  05/03/2007 G Issue 189
نصوص
الأثنين 15 ,صفر 1428   العدد  189
 

يلقي العجوز بجسده تحت ظل شجرة الزيتون الوارفة بعد أن نثر جهده على مواضع متعددة من حقله.. يتمطى تحت ظلها البارد مفترشاً عشبها الداكن وقد جعل من لفافة وسطه مسنداً لرأسه.. يرقب أحفاده الأيتام وهم يتناثرون على أرض الحقل ويجوبونه بأقدامهم الصغيرة لعباً ولهواً, يشير لهم بيده.. يتبادلون النظرات ويتجهون إليه راكضين تسبقهم صيحاتهم.

- جدي. جدي انتهى من عمله.. جاء وقت الحكاية.

يعتدل من انسداحته ويمد قدميه ...>>>...

هروب

كلما شعرت أنها نحلة تتوق للطيران وجمع الرحيق.. أخذتها النشوة بأن تتجول في الأنحاء، تصطاد بقايا الضوء المتساقط من بين فوهات الأشجار!

ذات لحظة، وهي تتفحص دائرة السكون.. هربت من شيء أرعبها، وحولها إلى حالة فزع! لم تكن - حينذاك - تعبأ بكل ما يصادفها من أعشاب مستلقية.. وأغصان متكئة على ظهر الأرض.. وحشرات فاغرة الأفواه تتضور جوعا وعطشاً.

كانت في مشيها الكثيف تنظر قبالة السماء.. وتقتحم مسافات ...>>>...

يؤسس الشاعر خالد عبدالله الغانم لتجربته الشعرية الفتية قاعدة قوية، ترتكز عليها مقولاته، وتنطلق منها رؤاه نحو تحقيق معادلة المتعة والفائدة، حيث يؤسس الشاعر في ذات قارئ نصوصه شوقاً عاشقاً لكل مفردات البهاء، فيما تصبح الفائدة ضالة البوح الذي يذهب إلى الحقيقة ولا غيرها.

فلا يخرج ديوان (خلف قضبان الوحدة) الجديد للشاعر الغانم عن هذا التصور لمعادلة البهاء الشعري.. ذلك أن الشعر يحمل مضامين تتجاوز حدود ...>>>...

أقفل باب البيت الداخلي خلفه، ودخل متسللاً إلى آخر الممر حيث الغرفة الوحيدة الشاغرة في منزل والده.

منذ أن ماتت جدته فيها وهي نذير شؤم، لا أحد يسكنها، ولا أحد يقترب منها، بل إنه حتى سيرتها إذا جاءت في معرض حديثهم، أمطروها بالشتائم واللعنات.

أبوهم، كان أكثرهم لعناً لها، وأخوه الأوسط وأخته يؤمنان بخشوع على لعناته، أما الأصغر فكان يضحك عليهم، فيما الأم تتمتم بينها وبين نفسها (يا الله لا تسخط ...>>>...

كانت وحدتها مثل صحراء منبسطة كراحة اليد بلا تعاريج ولا كثبان ولا عوسجة واحدة نسيتها الريح لم تشردها....

تَزَوَّجَتْ لكي تُنْهي هذه الوِحْدَة لكن وحدتها استشرت وكبرت..

فكرتْ بأن تنجب أطفالا ًليساعدوها في طرد وحدتها، لكن كل ما فَعَلَتْ أنها أنْجَبَتْ أطفالاً وحيدين.!!

تورط

اتصل بي من مكان بعيد ذات ظهيرة ليقرأ لي قصيدة طويلة...

شعرت بالرحمة تجاهه لدرجة أنه فور انتهاء قصيدته قلت له: إني ...>>>...

في لحظة وقوفي، لاحتْ مني التفاتة لجهة الزقاق، أناسُ قد التقوا في حلقة لا أدري علام، اتجهتُ إليهم في عجل، وكأنني قد وجدت ما عجزتُ عن إيجاده طوال اليوم، حاولتُ أن أحشر نفسي.. بلا جدوى، فجأة نظرتُ إلى الوراء، رجل مسنْ أشاهده لأول مرة في قريتنا، استطاع أن يلج بين الأجساد، بدوري قمت بتتبعه كظله، حتى أصبحت أمام المشهد وعن كثب، وقفت متفحصاً الوجوه، أراقبُ المشهد بغرائبية، ليس لأنه غريبُ في حدوثه، لكنّ ...>>>...

 
 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة