شِتَاءٌ، شِتَاءْ
وَصَوْتُ حَنِينٍ مِنَ البَرْدِ يَأْتِ
وَيَلْسَعُ ضِلْعِي
فَيَصْرُخُ قَلْبي:
حَنِينُ! حَنِينُ! حَنِينُ أُرِيدُكِ.
فَرَّ الغَرَامُ إِلَيَّ، تُرَدِّدُ:
مَنْ ذَا يَلُومُكَ؟! مَنْ ذَا يَلُومُنِي؟!
أُنْشِدُ:
سَيْدَةُ البَرْدِ أَنْتِ، وَقَائِدَةُ العِينِ أَنْتِ.
فَتَضْحَكُ
تَضْحَكُ غِنْجَاً:
كَلامُكَ سِحْرٌ، مَعَانِيكَ خَـمْرٌ.
فَيَنْتَثِرُ الوَرْدُ
يَـحْمِلُنَا مِثْلَ زَوْجٍ مِنَ الطَّيْرِ
كَانَا بِعَادَاً عَنِ العُشِّ
كَانَا بِعَادَاً
بَعِيدَا، بَعِيدَاً نَغِيبُ
تُطَارِدُنِي فَوْقَ عُشْبِ الـهُيَامِ
وَأَقْفِزُ مِثْلَ حِصَانٍ أَرَادَ الـحَيَاةَ
فَتَدْنُو تُسَائِلُنِي:
فِيَّ مَاذَا تَقُولُ؟
أَقُولُ:
شِفَاهُكِ كَأْسِي
وَوَجْهُكِ شـَمْسِي
وشَعْرُكِ أَطْوَلُ لَيْلٍ مَشَيْتُ.
تَقُولُ:
لَلُقْيَاكَ دِفْئِي
إَذَا البَرْدُ أَوْجَعَ دِرْفَةَ بَابِي
وَدُنْيَاكَ عَيْشِي
إَذَا اشْتَدَّ مَابـِي.
وَتَسْأَلُنِي حِينَ تَلْثُمُ صَدْرِي:
أَأَدْرَكْتُ قَلْبَكَ؟! قُلِّي؟!.
أُتَـمْتِمُ مِثْلَ مَرِيضٍ، أَقُولُ:
خُذِيهِ خُذِيهِ
فَمَا لِـيَ فِيهِ مَا لَـمْ تَصْطَفِيهِ.
** **
- ماجد سليمان