الثقافية - علي القحطاني:
قدّمت عضو مجلس الشورى والكاتبة السياسية الدكتورة: أمل الهزاني قراءة مختلفة لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، معتبرة أن الزيارة لم تكن «مجرد محطة بروتوكولية» بل منعطف جديد في مسار الشراكة السعودية - الأمريكية على المستويين الإستراتيجي والتقني.
وأكدت في حديث خاص للجزيرة الثقافية أن خصوصية هذه الزيارة تكمن في أنها حققت مكاسب «متوازنة» للطرفين؛ فالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبّر عن أنه لا يتخيّل أن العلاقة بين البلدين يمكن أن تكون أفضل مما هي عليه، في إشارة إلى مستوى التقارب السياسي والاقتصادي الذي وصلت إليه الرياض وواشنطن في تلك المرحلة.
وتوقفت الهزاني عند ملف مقاتلات F-35، بوصفه مؤشرًا على الثقة الأمريكية في المملكة، وانعكاسًا لمعادلة ردع جديدة في المنطقة، تتجاوز منطق «حالة الحرب» إلى تكريس مبدأ «توازن القوة» ورسائل الردع الإقليمي. كما ربطت بين هذه الصفقة، وإعلان السعودية حليفًا رئيسًا من خارج «الناتو»، وبين حزمة واسعة من المشاريع الاقتصادية والتكنولوجية التي «تغيّر وجه الاقتصاد السعودي»، على حد تعبيرها.
وفي السياق نفسه، أشارت إلى الاتفاقيات المرتبطة بالطاقة النووية السلمية، والمعادن النادرة، والرقائق، والذكاء الاصطناعي، معتبرة أن المملكة لا تدخل هذه الملفات بوصفها «مستهلكًا للتقنية»، بل كطرف يطمح لأن يكون مركزًا عالميًا للبيانات وصناعة المستقبل، بما ينسجم مع طموحات رؤية 2030 ودور السعودية المتصاعد في خرائط الطاقة، والاقتصاد، وصنع القرار الدولي.