- ولد الشاعر سليمان العيسى عام 1921م، في قرية النُّعيرية - حارة بساتين العاصي - الواقعة غربي مدينة أنطاكية التاريخية على بعد عشرين كيلو متراً.
- تلقى ثقافته الأولى على يد أبيه المرحوم الشيخ أحمد العيسى في القرية، وتحت شجرة التوت التي تظلل باحة الدار، حفظ القرآن الكريم، والمعلقات، وديوان المتنبي، وآلاف الأبيات من الشعر العربي، ولم يكن في القرية
...>>>...
عنوان الكتاب الأحدث لشاعر العربية الكبير الأستاذ سليمان العيسى، وقد أهداه لهذه الأرض وإنسانها.
وضم جميع ما كتبه (أبو معن) عن الجزيرة العربية شعراً في معظمه.. وإن لم يخل من نثر، وقد كان (للثقافية) دور في الحصول على الكتاب الكبير المتميز حين زار مدير التحرير الشاعر العيسى في منزله (بدمّر) بحضور الأكاديمية المبدعة الإنسان زوجته الكريمة الدكتورة ملكة أبيض، ورأى الكتاب فاقترح
...>>>...
الشاعر سليمان العيسى في قامته ومكانته يهضم حقه من يظن أنه يمكن أن يرتاد أبعاد إنسانيته أو يُلمُّ بذيول شاعريته فيما يُختزلُ في مقالة أو يُعتصرُ في رسالة، لذلك فإن ما أكتبه في هذه السطور لا يعدو أن يكون شذرات من خواطر عن المحتفى به.
اخترت أن يكون عنوان حديثي عن أبي معن هو (الإنسان الشاعر) مع معرفتي أن الجرس اللغوي الأنسب أن يكون (الشاعر الإنسان) إلا أنني قدمتُ صفة الإنسان فيه على موهبة
...>>>...
من الطائف إلى عنيزة وذلك عام 1381هـ (1961م) حيث عثرت في مكتبة المؤيد على دواوين الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى، لم أكن لأفكر كثيراً حول شرائها ولم أكن لأعبأ بكلام عمي - رحمه الله - حينما نصحني أن أوفر فلوسي ولا أهدرها على كتب الشعر، كان ما بيدي من النقود محدوداً وقليلاً وكنت بحاجة إلى كل قرش بيدي لأقضي إجازتي في الطائف وبعدها في الرياض، وكانت تلك أول رحلة لي بمفردي أذهب بها خارج عنيزة،
...>>>...
للصورة في ذهني ذاكرة متآكلة حين ترسمها ريشة أو تلتقطها كاميرا، أما حين ترسمها الكلمات فإنها تبقى خالدة لا تبلى ما بقيت الحياة. قد يظن بعضهم أن مصدر هذا الموقف من الصورة يعود إلى محبتي للكتابة وإعجابي بأجمل ما تبدعه الحروف. وهو ظن لا أملك الإجابة عنه الآن، وأنا في طريقي إلى محاولة رسم صورة بالكلمات لشاعر أحببته واحترمته وتعلمت منه. شاعر نقي الروح والسريرة، سامق القامة، يعبر الآن نحو الخامسة
...>>>...
لقد قال أحد مفكري الغرب: الشاعر يولد شاعراً، أما الكاتب فيُصنع.
ولم أكن أعرف مدى صحة انطباق هذه المقولة على الواقع حتى رأيتها في الشاعر العربي الذي يقول الشعر حتى وهو لم يعرف بعد الأوزان وبحور الشعر.
ولم يعد النقد - عند الكثيرين من نقادنا - من أجل استجلاء الحقيقة ومعرفةِ حقيقةِ معدن الشاعر وإظهار المفاهيم الحقيقية ومدى البعد أو القرب من جمال بلاغة اللغة العربية وقواعد النحو والصرف وغير
...>>>...
يقول بيكاسو: (قضيت طفولتي محاولاً أن أرسم مثل مايكل أنجلو، ثمّ قضيت بقيّة عمري محاولاً أن أرسم كطفل). وأحسب أن سليمان العيسى الذي حفظ القرآن الكريم في السابعة من عمره، قد قضى حياته يكتب مثل طفل عبقريّ، وأمضى شعراء الأطفال العرب حياتهم يحاولون الكتابة مثل سليمان العيسى، الذي قد يكون أوّل شاعر عرفنا اسمه، وكثير منّا كانت قصيدته المحفوظة الأولى له، ليس في سورية فحسب، بل في الوطن العربيّ، حيث
...>>>...
حين كنا صغاراً نتعثر بين جملة وأخرى، صحونا على صوت عميق، وساطع، وعصي على اليأس: أعني صوت الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى ولم تكن هذه الصفات هي خصاله الوحيدة، أو المبرر الوحيد لتعلقنا به بل كان يضيف إليها شيئاً آخر لم يكن متاحاً لأبناء جيله: إنه الصوت الشعري الخاصب، أو النبرة الشخصية المميزة التي تجعله هو دون سواه، وتفرده عن ذلك الحشد الهائل من الشعراء المتشابهين. كانت القصيدة، عند
...>>>...
هذا هو إذن - سليمان العيسى. ما تزال صورة اللقاء الأول مرسومة بماء العين ساكنة في شغاف القلب. تمر السنوات، وتتوالى اللقاءات والصورة تزداد وضوحاً ورسوخاً.
يروعك - أول ما يروعك - بياض شاهق الضوء من قمة الرأس حتى أخمص القدم، جدائل الشعر الأشيب المهيب، قامة الصدق الفارعة، الوجه الناضح بالنور، الطافح ببهاء ساحر غامض، العينان اللتان تشعان القوة والثقة. ولوهلة، ربما خيل إليك أنهما وادعتان
...>>>...
تنفَّسَ الشعرَ طفلاً وهتف لأمته العربية الواحدة، وأدرك حقيقة رسالتها الحضارية الخالدة، شارك وهو طالب في المرحلة الابتدائية في التظاهرات المناهضة لفصل (لواء الإسكندرون) عن الوطن الأم سورية وبعد أن أصبح التقسيم واقعا هجر قرية النعيرية وشجرة التوت إلى كان يتفيأ بظلالها وشجرة التين التي كتب لها أجمل الشعر وأعذبه واتجه إلى سورية ليتابع مع رفاقه الكفاح ضد الانتداب الفرنسي... أكمل دراسته الثانوية في حمص
...>>>...
غالباً ما تكون الشهادة للكبار ممن عاصروهم وعاشروهم قاصرة أو مبالغاً فيها. فالقصور يأتي من نقص المعرفة أو الرأي المخالف بلا تروّ أو من الحسد. والمبالغة تأتي من الإعجاب الشديد أو الحب الذي لا يَرى. وما أصعب أن تكون الشهادة عادلة موزونة بميزان! والشهادة العادلة لا تليق بوصف المبدعين الكبار لأنها تبدو جافة جفاف النص القانوني، فهو ينصف دون إمتاع، فكيف أشهد؟
في آخر محطة من رحلة الشاعر (سليمان العيسى) الظامئة الحافلة بالرائع من مشاعره القومية والإنسانية، كان لا بدَّ من اختيار أجمل إبداعاته، وأكثرها تعبيراً عن رؤيته الوطنية التي جعلت منه سندباد الرسالة القومية، يطوف أرجاء الوطن العربي، ويقف على القرى والمدن والمعالم الخالدة وفي لهاثه عطش قاتل لتحريك الجماهير العربية وتبصيرها برسالتها وحفزها لتغيير الواقع المتردّي، وإنقاذ الإنسان مؤمناً بأن
...>>>...
الكتابة عند شاعرنا العربي الكبير الأستاذ سليمان العيسى بقاء فهو ما زال يكتب ويمارس الأرق بكل حيوية ونشاط وشوق إلى ملاعب الطفولة.. ما زال يواصل رحلة البحث المستمر عن ألق الكلمة وديمومة الحضور الجميل والمشرق في حياتنا الأدبية والثقافية.
ما زال يكتب عن موضوعات شتى، يعود فيها إلى ذكرياته وملاعب طفولته، ويسجل ملامح من رحلاته وأحاسيسه وانطباعاته المشرقة، معها بكل ما فيها من علاقات إنسانية،
...>>>...
سسليمان العيسى.. رفيق طفولتنا كما أحب أن أسميه وشاعرنا الجميل الذي خربش على دفاتر ذاكرتنا النقية الغضة في يوم ما وكبرت الذاكرة والأطفال وبقيت الخربشة عالقة على جذران أرواحنا وقلوبنا لأنها صادقة وعفوية.. لامستنا كلماته البسيطة والعميقة فحفظناها أناشيد وقصائد وعالماً متخيلاً من الصور والألوان التي يحفل بها كل ما حولنا.. لا زلت اذكر الكثير الكثير منها؛ لأنها حملت أمانينا وخطواتنا الصغيرة نحو الغد
...>>>...
في الثالث من كانون الثاني (يناير) عام ألف وتسعمائة وثمانية وتسعين كتب الشاعر السوري الكبير سليمان العيسى هذه الكلمات مقدمة لديوانه المستقل الذي ضمّ كل ما قاله الشاعر في المرأة، قال:
قبل زمن ليس بقريب، ولا ببعيد أيضاً، مُنحت جائزة الشعر في مدرستي، وكانت مجموعة من كتب الأطفال، ملوّنة، وذات أغلفة سميكة، ومن بينها كتاب وقع في نفسي موقعَ الإجلال، وعنوانه (المتنبّي والأطفال)، من إصدارات السلسلة الشعريّة عن دار ثقافة الطفل بوزارة الثقافة ببغداد. وهو كتاب جميل، ذو مهابة آنذاك، وأما اليوم، وما زلت أحتفظ به، فأنا أراه كتاباً عبقريّاً. يبادرك الكتاب بصورة رجل حادّ الملامح،
...>>>...
لا شكَّ في أن هذا القِران المشار إليه في العنوان بين الشعر والموقف القومي، هو ما يسم إنتاج سليمان العيسى في مسيرته الشعرية المعمَّرة. حتى إن شعره الموجَّه إلى الطفل لا يبارح هذه الدائرة، بل إنه يشكل حلقة في إطار تجاذباتها، وتبادلاتها الإحالية، ويتعيَّن داخل شبكتها العلائقية التي تشحن كلاً من طرفيها بالآخر، فتستولده منه، وتردَّه عليه، أو تعرَّفه به.
ويرجع ذلك - كما نقدَّر - إلى سببين أساسيين: سبب
...>>>...
هواجس الإيلاف والانتماء، وروائع الروحانية ومشاعل قدسيتها تستقطب الشعراء وهم يشهدون تجليات المشاعر المقدسة، وتلتقي مع أصداء الذاكرة ملامح القوافل القادمة والمهاجرة عبر الصحراء من الشام والحجاز ونجد وإليها.
1- المقاطع الشعرية بالحرف الأسود البارز للشاعر الكبير محمود درويش.
2- (1) (2) (3) (4) من كتاب (سليمان العيسى. ثمانون عاماً من الحلم والأمل) إشراف د. عبد العزيز المقالح. تحرير وتقديم: د. إبراهيم الجرادي، دار الرائي، دمشق، الطبعة الأولى، 2002م.
5- عن البروشور الذي وزعته وزارة الثقافة اليمنية، بمناسبة تكريمها لسليمان العيسى عام 2004م.
6 - عن كتاب (سليمان العيسى، ثمانون عاماً من الحلم والأمل)
...>>>...
(لكي يُحبَّ الأطفال لغتهم.. لكي يُحبوا وطنهم.. لكي يُحبوا الناس، والزهر، والربيع، والحياة، علموهم الأناشيد الحلوة، اكتبوا لهم شعرا جميلا، شعرا حقيقيا. ص7+8).. بهذه الكلمات قدم الشاعر العربي الكبير (سليمان العيسى) كتابه الجديد (كلمات خضر) الصادر عن وزارة الثقافة في سورية عام 2005م، وهو أحدث ديوان يحوي قصائد مختارة من دواوينه الموجهة للأطفال بعد مسيرة شعرية تقارب نصف القرن، وهي بلا شك من أكبر وأهم
...>>>...
حفظنا شعره وكانت كلماته العذبة أول ما فتح لدينا أولى صور الطفولة الحالمة وتربت على إيقاع شعره الرشيق أجيالا وأجيال حتى أصبح اسمه لصيقاً بأيام الطفولة وذكريات مقاعد الدراسة الأولى.
شاعر الطفولة بامتياز صاحب الكلمة العذبة والايقاع الجميل والأناشيد التي رددها الأطفال في كل بقاع الوطن العربي في حالات فرح لها خصوصية استثنائية.
سليمان العيسى وقد طوى 85 عاماً ونيف لا يزال يتألق بذاكرة متقدة تشع حكايا
...>>>...