الثقافية - كمال الداية:
رعى معالي رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أ.د. أحمد بن سالم العامري اللقاء العلمي الذي جاء بعنوان «الكتابات العربية القديمة والنقوش في المملكة العربية السعودية» والذي نظمته صباح الثلاثاء الماضي 15 / 04 / 2025 كلية اللغة العربية بالجامعة، وقدمه المستشار بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وأستاذ كتابات الجزيرة العربية وآثارها أ.د. سليمان بن عبدالرحمن الذييب، وذلك ضمن احتفاء الكلية بمرور سبعين عامًا على إنشائها.
وافتتح عميد كلية اللغة العربية أ.د.خالد بن عبدالعزيز الخرعان اللقاء بالترحيب بضيف اللقاء مثمنًا حضوره ومشاركته في احتفاء الكلية بمرور سبعين عامًا على تأسيسها، وبدأ أ.د.الذييب اللقاء بالحديث عن مسيرة الكتابة في الجزيرة العربية، بوصفها الوجه الآخر للغة، وأحد أبرز دلائل اكتمالها وتفوقها؛ وأكد أ.د. الذييب أن بقاء اللغة العربية يعود بشكل رئيس إلى حفظ الله للقرآن الكريم، ثم اجتهادات الشعوب العربية، مشيدًا بدور جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في خدمة اللغة العربية وحمايتها، ومثمنًا مخرجاتها العلمية والفكرية في هذا المجال.
وأشار أ.د. الذييب إلى أن المملكة تزخر بتنوّع واسع في الأقلام واللهجات التي تجاوزت ثلاثة عشر نمطًا كتابيًا، تعكس صورةً ثقافيةً وفكريةً غنيةً، وقال أ. د. الذييب: إن هذا التنوع يرتبط بتنوع البيئات الجغرافية في الجزيرة العربية، مشيرًا إلى أن الإنسان العربي استخدم أقلامًا مختلفة لتوثيق أحداثه بلغة عربية واضحة.
كما استعرض اللقاء النظريات المتعددة حول نشأة اللغة وتطور الكتابة، بدءًا من النظرية التوقيفية والفلسفية، ومرورًا بالمدارس البيولوجية والأنثروبولوجية، بالإضافة إلى مراحل تطور الكتابة من الرسوم إلى الرموز، فالمقطعية، فشبه الأبجدية، وصولًا إلى الأبجديات الحديثة.
وسلط أ.د. الذييب الضوء على المواد التي استخدمت في الكتابة، كالحجر، والطين، والعظام، والجلود، والبردي، والحرير حتى الورق الذي اخترعه الصينيون واحتكروه، ومن ثم انتقاله إلى العالم الإسلامي وانتشاره منه، كما ناقش اللقاء الفروقات بين الكتابات في الجزيرة العربية، مقارنةً بالمناطق الأخرى، والعوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية التي أثرت على تنوعها.
وتناول اللقاء النقوش القديمة المكتشفة في المملكة؛ ومنها الثمودية والآرامية، وأشار أ. د. الذييب إلى أن كثيرًا من هذه النقوش لا تعود لمجتمعات محلية، بل جاءت نتيجة تفاعل حضاري طويل، مؤكدًا في سياق حديثه أن الخط العربي الحديث انبثق من الخط النبطي الذي تطوّر في تيماء وبرز لاحقًا في العلا.
وفي ختام اللقاء، كرّم وكيل الجامعة للشؤون التعليمية د. عبدالله بن عبدالرحمن الأسمري ضيف اللقاء، كما قدم أ.د. سليمان الذييب نسخة من مؤلفه إلى وكيل الجامعة للشؤون التعليمية وإلى عميد كلية اللغة العربية أ.د. خالد بن عبدالعزيز الخرعان.