بفضلٍ من الله وتوفيقه، تتوالى سنن الخير على هذه الأرض المباركة التي شرَّفها الله بقيادةٍ حكيمة تجسدت في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله وأيَّده بنصره- قائد جسَّر المسافات بين الحلم والإنجاز، وأطلق عهد التحول التاريخي نحو مستقبل أكثر متانة وازدهاراً. ومع طيّ المملكة عقداً زاهراً من عهده الميمون، يقف التاريخ شاهداً على نهضة شاملة صاغت ملامح وطنٍ مزدهر، ورسَّخت مكانته بين الأمم.
حزم القيادة ورحابة الرؤية
منذ اللحظة الأولى، اتّسم نهج الملك سلمان بالحزم الذي يصون الثوابت، وبالرؤية التي تتسع لفرص الغد وتستوعب تحدياته. لم تكن القرارات مجرد استجابة آنية، بل مساراً مدروساً يحفظ الاستقرار ويطلق طاقات التنمية، في توازنٍ راسخ بين الثبات والتحديث. هكذا تبلورت مدرسةٌ قيادية تُعلي قيمة الإنسان، وتستند إلى مؤسسات فعَّالة، وقيمٍ راسخة في العدل والإنصاف.
رؤية تتقدَّم بالمستقبل
أطلقت مسيرة التحول بوصلتها على هدف واضح: بناء اقتصاد متنوِّع وقادر على المنافسة، يتيح للطاقات الوطنية أن تتألق. عبر مشاريع تحول نوعية، ومبادرات تمكين، ومنظومات حوكمة حديثة، أخذت البلاد تخطّ طريقها بثقة نحو اقتصاد المعرفة والاستثمار، مع توسيع دور القطاع الخاص وفتح آفاق واعدة للريادة والابتكار. وقد أثمر ذلك بيئةً تنموية أكثر جاذبية وفعالية، تعزِّز فرص العمل وتدعم استدامة الازدهار.
الإنسان محور التنمية
إن جوهر النهضة هو الإنسان السعودي؛ لذا تركزت الأولويات على رفع جودة الحياة، وتطوير التعليم، وتعزيز الرعاية الصحية، وتوسعة خيارات السكن الكريم. جاءت البرامج والمبادرات لتلامس احتياجات المجتمع بمقاربة شاملة تراعي كرامة الفرد وتطلعاته، وتفتح للشباب والشابات مسارات المشاركة والتميز. بذلك ترسخت رسالةٌ واضحة: الاستثمار الأسمى هو في الإنسان الذي يصنع الفرق ويقود المستقبل.
حضور دولي مؤثِّر
على صعيد السياسة الخارجية، رسَّخت المملكة نهجها المتوازن القائم على المسؤولية والشراكات الإستراتيجية، فحضرت فاعلاً مؤثِّراً في قضايا المنطقة والعالم، ومدَّت جسور التعاون للحفاظ على الاستقرار ودعم التنمية. توازى ذلك مع دور إنساني راسخ، جعل من العطاء نهجاً ثابتاً، ومن الإغاثة والتطوير وجهاً مشرقاً يعكس قيم هذا الوطن ومكانته في العالمين العربي والإسلامي.
اقتصاد يصنع الفُرَص
تنامت الأطر المحفِّزة للاستثمار، وتوسَّعت القطاعات الواعدة في السياحة والثقافة والرياضة والتقنية والطاقة، بما يعزِّز تنويع القاعدة الاقتصادية ويزيد من تنافسية المملكة عالمياً. وترافقت هذه التحوُّلات مع تطوير للبنية التحتية والأنظمة، وتيسير ممارسة الأعمال، وصناعة سلاسل قيمة جديدة، لتصبح المملكة وجهة اختيارية للمواهب ورؤوس الأموال والمشاريع الكبرى.
مجتمع نابض بالحياة
انعكست التحولات على تفاصيل الحياة اليومية، فأصبحت المدن أكثر حيوية، والفعاليات الثقافية والرياضية أكثر حضوراً، والفرص أمام الإبداع والفنون أوسع. تولَّد عن ذلك مشهد مجتمعي متوازن، يحفظ أصالة القيم ويحتضن حداثة العصر، في تآلفٍ فريدٍ بين الجذور والآفاق، وبين التراث والابتكار.
ولاء يتجدَّد وراية تعلو
ذكرى الأعوام المضيئة من عهد الملك سلمان ليست أرقاماً تُعدُّ، بل معانٍ تُستعاد: بيعةٌ تتجدَّد على السمع والطاعة، ووعدٌ متجدد بحراسة المكتسبات وصناعة المزيد من المنجزات. إنها مناسبة لشكر نعمة الأمن والاستقرار، والالتفاف حول قيادةٍ جعلت من الإخلاص والعمل قاعدةً يومية، ومن طموح الوطن هِمَّةً لا تهدأ.
خاتمة دعاء وعزم
حيثما تتجه البوصلة، يبقى الهدف سامياً: وطنٌ قويٌّ بعقيدته، مزدهرٌ بإنسانه، راسخٌ بسيادته، منفتحٌ بإنجازاته. نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن يؤيد ولي عهده بسديد التوفيق، وأن يديم على المملكة أمنها وعزها، ويكتب لهذه البلاد المباركة كل نماء وارتقاء. ففي عقدٍ من الحزم والعزم، تجلَّت الحكاية: قيادة تَعد وتفي، وشعب يؤمن ويعمل، ووطن يمضي بعون الله من مجدٍ إلى مجد.
** **
- المهندس سعود بن ماجد بن عبدالعزيز بن فيصل الدويش