إعداد - طارق العبودي:
تحتفل المملكة العربية السعودية بالذكرى الحادية عشرة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي يوافق الثالث من ربيع الآخر لعام 1436هـ.
تحل هذه الذكرى ووطننا الغالي يعيش وسط استقرار، وينعم فيه المواطن والمقيم بالأمن والأمان.
تحل ذكرى البيعة الحادية عشرة ومملكتنا بقيادتها الرشيدة تواصل النمو والتطور والتقدم والصعود للأعلى في كل المجالات، ومن بينها بالتأكيد المجال الرياضي الذي شهد قفزة هائلة بدعم كبير من القيادة الرشيدة حتى باتت حديث العالم أجمع.
وتمر السنة الحادية عشرة من البيعة المباركة والوطن يخطو حثيثاً نحو تحقيق متطلبات رؤيته الطموحة 2030 التي لم تنس الشأن الرياضي والترفيهي من أجندتها، بل عملت على تحقيق كل ما يحفز شباب الوطن ورياضييه وتعزيز مكاسبه، ففي عهده -حفظه الله- بدأ العمل برؤية 2030 والتي تضمنت: أنه من ضمن التزامات القيادة دعم وسائل الترفيه الهادفة للمواطنين، وزيادة الأنشطة الثقافية والترفيهية وتنويعها للإسهام في استثمار مواهب المواطنين، وتطوير الأنظمة واللوائح بما يساعد على التوسع في إنشاء أندية الهواة والأندية الاجتماعية والثقافية وتسجيلها رسميًّا، واطلاق البرنامج الوطني (داعم) الذي سيعمل على تحسين جودة الأنشطة الرياضية والثقافية، ويوفر الدعم المالي اللازم لها.
إن ما تقدمه القيادة الرشيدة من وقفات تاريخية ودعم غير مسبوق للقطاع الرياضي يستحق وبلا شك أن يكون درساً من دروس التاريخ في المدارس والجامعات لتعرف الأجيال القادمة ماذا فعلت الدولة لتصبح رياضتها حاضنة للمنافسات العالمية، ووجهة لكبار نجوم العالم.
حفظ الله خادم الحرمين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان وأدام الله على وطننا أمنه وإنجازاته وحضوره المميز.
قفزات ونقلة نوعية
ومع حلول الذكرى الـ11 لمبايعة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- يستذكر الشباب والرياضيون السعوديون القفزات الهائلة التي تشهدها الرياضة السعودية والتي لم تكن لتحدث لولا الله ثم الدعم الكبير من مقامه الكريم وبإشراف وإدارة مباشرة من قبل سمو ولي عهده وعضده الأيمن رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان الذي قاد رياضة المملكة وقطاع الشباب نحو آفاق غير مسبوقة.
تمثل هذه المناسبة بداية لمرحلة مختلفة وتاريخية من تمكين الشباب ومنحه نوعاً آخر من الثقة نحو تحقيق طموحات قيادة لا ترضَ إلا بمعانقة عنان السماء والوقوف في الصفوف الأولى من الأمم، فمنذ اليوم الأول كانت الرياضة أحد أبرز اهتمامات الملك سلمان لأنه يؤمن إيماناً تاماً بقيمة وأهمية تمكين قطاع الشباب والرياضة باعتباره لاعباً مؤثراً في التنمية وأن يكون أحد مفاصل اقتصاد المملكة المتنوع الذي يضمن مستقبلاً مشرقاً للأجيال القادمة، علاوة على أن هذا القطاع يمكن أن يشكل واحدة من أهم أدوات القوة الناعمة للمملكة.
تلمس احتياجات الأندية
ويتذكر الري بفخر عندما تلمس خادم الحرمين الشريفين احتياجات الأندية الرياضية، إذ قدم -حفظه الله- مبالغ بملايين الريالات لكل نادٍ في الدوري الممتاز وكل نادٍ في دوري الدرجة الأولى وكذلك أندية مختلف الدرجات، واستفاد من هذا الدعم أكثر من 170 ناديا رياضيا، وشمل أيضاً أندية ذوي الإعاقة وغيرها من الأندية المهتمة بفئات الشباب.
لقد كان للرياضة والرياضيين نصيب بارز من الدعم والتحفيز وتنفيذ الخطط لتحويل الرياضة إلى صناعة حقيقة من خلال تخصيص الأندية الرياضية فضلاً عن تحويل المملكة إلى وجهة لكل رياضيي العالم في كرة القدم واليد والسيارات والدراجات والملاكمة والمصارعة والرياضات الإلكترونية واستضافتها لأهم وأشهر الأحداث العالمية.
وجاء مشروع تخصيص الأندية الرياضية والذي تم إقراره رسمياً ليشكل تحولاً وسابقة تاريخية، إذ رأى المشروع الذي انتظره الرياضيون طويلاً النور بعدما توفر الدعم المالي والإداري والتمكين ترجمة لأهمية الاستثمار الرياضي وعوائده الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة.
كما تم استحداث برنامج للتعاقد مع نجوم العالم والذي انطلق مطلع موسم 2023 بالتعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وتبعه نجوم آخرون مثل الفرنسي الشهير كريم بنزيما ومواطنه كانتيه والبرازيلي نيمار والجزائري رياض محرز وميندي وكيسيه ونيفيز وميتروفيتش وسافيتش وبروزوفيتش ولابورت وأوتافيو وغيرهم الكثير من الأسماء العالمية اللامعة.
تنظيم مونديال 2034 يترجم اهتمام القيادة ودعمها للرياضة
وفي إطار اهتمامات القيادة بالرياضة، أعلنت المملكة العربية السعودية عن رغبتها الترشح لاستضافة بطولة كأس العالم 2034، وفق خطة شاملة يسعى من خلالها الاتحاد السعودي لكرة القدم نحو تسخير كافة الإمكانات والطاقات لتوفير تجربة رائعة وغير مسبوقة لإسعاد عشاق كرة القدم في هذا الحدث العالمي الكبير بعد النجاحات الكبيرة التي تحققت في استضافة المملكة للعديد من الأحداث والفعاليات الرياضية العالمية.
وأكد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بهذه المناسبة، أن استضافة المملكة العربية السعودية كأس العالم 2034 تعد انعكاسًا لما وصلت إليه -ولله الحمد- من نهضة شاملة على الأصعدة والمستويات كافة، الأمر الذي جعل منها مركزًا قياديًا وواجهة دولية لاستضافة أكبر وأهم الأحداث العالمية في مختلف المجالات، بما تملكه من مقومات اقتصادية وإرث حضاري وثقافي عظيم.
وأبان سموه بأن الاستضافة تأتي تأكيدًا على الجهود الواضحة والكبيرة التي تقوم بها المملكة في نشر رسائل السلام والمحبة في العالم، والتي تعد الرياضة أحد أهم وأبرز أوجهها، كونها وسيلة مهمّة لالتقاء الشعوب بمختلف أعراقهم وتعدد ثقافاتهم، وهو ما دأبت المملكة على تحقيقه في مختلف المجالات، ومنها المجال الرياضي.
وتعد الرياضة رافدًا أساسيًا لنمو الاقتصاد وازدهاره، حيث تحرص المملكة على الاستثمار الأمثل في القطاع الرياضي من خلال العمل المستمر على تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، بما ينعكس على مستويات جودة الحياة لمواطني المملكة والمقيمين على أراضيها، وتوفير تجربة رائعة غير مسبوقة لعشّاق كرة القدم في العالم في عام 2034 .
وكانت المملكة قد نجحت باستضافة أكثر من 150 حدثاً رياضيا دوليا منذ عام 2018 في مختلف الرياضات في كرة القدم ومن بينها مونديال الأندية 2023 في جدة، وبطولات للمنتخبات السنية، ونهائيات دوري أبطال آسيا للنخبة، وبطولات في كرة اليد والملاكمة والمصارعة ورياضة المحركات والجولف والرياضات الإلكترونية والتنس والفروسية وغيرها، كرّست من خلالها مكانتها كأحد أبرز الوجهات الرياضية العالمية.
وتستعد المملكة لاستضافة وتنظيم نهائيات كأس آسيا 2027 ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 - تروجينا - بالإضافة لعدد من البطولات العالمية الكبرى في مختلف الألعاب.
سداد الديون
«كانت» الأندية السعودية تعيش هماً كبيراً وقلقاً يثقل كاهلها يتمثل في «الديون» التي كانت تحاصرها وتكبل تحركاتها، وتهددها بشكل مباشر. لكن هذا الهم انزاح بقرار تاريخي يقضي بسداد ديون الأندية. هذا القرار ضخ الدماء في شرايين الأندية من جديد، وأعاد لها نشاطها.
فعلت القيادة ذلك لأن المجال الرياضي شأنه شأن باقي المجالات التي تنظر لها بعين الاهتمام.
وأسهم القرار التاريخي في حل الكثير من القضايا، وإغلاق الكثير من الملفات التي كانت تؤرق الرياضة السعودية والعاملين فيها والمهتمين بها.
ولم يكن هذا القرار وحيداً بل سبقه قرار تاريخي آخر بحل جميع المشكلات الخارجية لأنديتنا والقضايا العالقة في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
الاستثمار في الأندية حلمٌ وتحقق
وفي خطوة تاريخية دخلت الأندية السعودية عالم الخصخصة والتخصيص عبر مشروع تخصيص الأندية، وكانت البداية بتحويل أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي إلى شركات، ونقل ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات العامة، وكذلك نقل ملكية نادي القادسية إلى شركة أرامكو، ونقل ملكية نادي الدرعية إلى هيئة تطوير بوابة الدرعية ونادي العلا إلى الهيئة الملكية لمحافظة العلا ونقل ملكية نادي الصقور «نيوم حالياً» إلى شركة نيوم.
يأتي الهدف من هذه الخطوة للوصول بالدوري السعودي إلى أفضل 10 مسابقات عالمية بدعم كبير ومباشر من القيادة، وحلقة في سلسلة مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية الذي أطلقه سمو ولي العهد وبتأييد كبير ودعم مباشر من خادم الحرمين الشريفين، وذلك بعد اكتمال الإجراءات التنفيذية للمرحلة الأولى تحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030 في قطاع الرياضة الهادفة إلى بناء قطاع فعال من خلال تحفيز الشركات والمؤسسات الأهلية وتمكينها من المساهمة في تنمية القطاع الرياضي.
قرارات لتطوير القطاع الرياضي
في عهد خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- صدرت سلسلة من القرارات العليا التي تهدف القيادة من خلالها إلى إصلاح القطاع الرياضي، وتجديده وإحداث نقلة يتحول بموجبها من مستهلك الى مُنتج ويصبح داعماً للاستثمار، ويمنح رجال المال والأعمال فرصة تقديم ما لديهم من أفكار تطويرية واقتصادية، ويتوج جهود الدولة الساعية إلى جعل الرياضة أحد الموارد المالية الجيدة، بدلاً من كونها تستنزف المال على الدوام.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين صدرت قرارات أخرى كلها تصب في صالح الرياضة وشؤونها.. ومن بينها:
* تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة للرياضة.
* إعادة هيكلة القطاع الرياضي وصندوق تنمية الرياضة حيث أعلن مجلس الشؤون الاقتصادية في الثالث عشر من نوفمبر 2016 ضمن مناقشته موضوع إعادة هيكلة القطاع الرياضي وتطويره وتنميته، بما يخدم تنافسية الرياضة في المملكة على كل الأصعدة.
* تخصيص الأندية وهو القرار التاريخي الذي يُعد تتويجا للقرارات المتلاحقة لدعم النشاط الرياضي خصوصا وأنه يفتح باب التعاون المفيد بين الرياضة والقطاع الخاص لتقديم عمل يخدم الوطن وأهله.
* توقيع جملة من الاتفاقيات لاستضافة منافسات عالمية في مختلف الأنشطة الرياضية.
* توقيع اتفاقية مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي لتطوير صناعة كرة القدم في المملكة.
* افتتاح مركز التحكيم الرياضي السعودي.
* صدور قرار بالسماح للعائلات بدخول الملاعب لأول مرة في المملكة.
* توقيع اتفاقية رعاية وتسويق كرة القدم السعودية مع STC بقيمة 6 مليارات و600 مليون ريال لمدة 10 سنوات.
* صدور توجيه باستحداث بطولة الملك عبدالعزيز الدولية للخيل في المملكة.
* إطلاق مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للهجن في الرياض ومسابقة كأس ولي العهد في الطائف.
* إطلاق بطولة للرياضات الإلكترونية وبطولة للبلوت.
* إنشاء ثلاث صالات للبولينج والبلياردو في الرياض وجدة والدمام، وساحة خاصة برياضة السيارات.
* توقيع اتفاقية مع WWE لإقامة منافسات المصارعة بشكل حصري في المملكة لمدة 10 سنوات.
رياضتنا تسير بأمان وثبات
المتابع للرياضة السعودية يلحظ وبوضوح تام أنها تسير كما خُطط لها وكما يريد القائمون عليها من نجاح إلى نجاح، وأنها بخطوات واثقة تتجه نحو الأعلى، وأن حضورها سيتواصل وإنجازاتها ستتلاحق، وأنها مثل هذا الوطن الشامخ لا حدود لخططها وأحلامها ولا سقف لآمالها وطموحاتها.
إن القطاع الرياضي بكافة منسوبيه ومتابعيه يثمنون لخادم الحرمين الشريفين هذا الاهتمام الكبير بالرياضة السعودية، وينوهون بما تحقق في عهده الزاهر من إنجازات وقرارات وتوجيهات كان لها ثمارها اليانعة ودورها في تطوير الرياضة ورفع شأنها.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأدام الله على وطننا أمنه وأمانه وإنجازاته وحضوره المميز.
** **
tariq_aloboudi@