في المقهى يجلس أمامها في صمت، يراقب البخار المتصاعد من فنجانه الساخن، بينما فنجانها بارد مليء بالثلج!
قال لها: كل هذا البعد وأنت أمامي!
رفعت عينيها وقالت بصوت خافت: لم يعد بيننا حديث، حتى القهوة لم تعد ساخنة بيننا..!
معايدة
يوم العيد، يحدق في هاتفه.
لم يتصل أحد!
تذكر: كانت هي من تذكِّره أن العيد يبدأ بصوتها.
ظل
كان يمشي حذراً كي لا يطأ ظلّه.
لكن الظل سبقَه إلى الهاوية.
الحبل
ربطَ روحه في حبل الانتظار.
طال الغياب، فتدلَّت من عنقه أمنية قديمة.
الرمل
كتب اسمها على رمل الشاطئ، ثم جلس ينتظر الموج أن يغضب.
ابتسامة طفل
كلما تساقطت أيامه كأوراق الخريف استعادها في ابتسامة طفل.
قطف
زرعت الحب في قلبه،
سقته بحنانها
فلما أزهر...
قطفته امرأة أخرى!
غياب
على طاولة القهوة، وضعتْ فنجانين.
هو لم يأتِ، لكنها ابتسمت، وحدثته عن المطر، والجو الذي يشبهه.. والكتاب الجديد!
فكان الغياب حضوراً.
عمل
علَّق شهادته على الحائط، وخرج يعمل نادلاً.
اشترى مرآة جديدة، وعلَّقها.
كلما نظر فيها، رأى طفلاً مذعورًا يختبئ خلف قناع الرجل.
فكَّر أن يكسرها، لكنَّه خاف أن تنزف.
** **
- براك البلوي