الثقافية - كتب:
صدر حديثًا عن الباحثين: أ.محمد القشعمي وأ.عبداللطيف العبداللطيف كتاب بعنوان «منيرة الموصلي.. عاشقة فلسطين»، يوثّق سيرة واحدةٍ من أبرز رائدات الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية، ويمثل مرجعًا بصريًا وتاريخيًا لمسيرتها الإبداعية الغنية.
يستعرض الكتاب المكوَّن من أكثر من مئتي صفحة مراحل حياة الفنانة الراحلة منيرة الموصلي (1954–2019)، التي تخرّجت في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1974، وواصلت دراستها في الولايات المتحدة، قبل أن تعود لتسهم في تطوير المشهد الفني السعودي من خلال مشاركاتها المحلية والعربية والدولية.
يقدّم المؤلفان سردًا بصريًا ونقديًا لأعمالها التي تنوعت بين الرسم والتصميم والتصوير والطباعة، وارتبطت بموضوعات الإنسان، والأرض، والمرأة، والقضية الفلسطينية التي حملت همَّها حتى لُقّبت بـ«عاشقة فلسطين». كما يتضمن الكتاب شهاداتٍ لمثقفين ونقادٍ سعوديين وعربٍ تناولوا تجربتها، من بينهم محمد العلي، علي الدميني، فوزية أبو خالد، فاروق يوسف، وعبدالرحمن السليمان.
ويبرز العمل إسهام الموصلي في تأسيس أول معرض نسائي سعودي مع الفنانة صفية بن زقر عام 1968، ودورها في إنشاء مرسم فنانات الدمام ومجموعة أصدقاء الفن الخليجي، فضلًا عن مشاركاتها الخارجية التي عرّفت الجمهور العربي والعالمي بالفن السعودي.
الكتاب يزاوج بين التوثيق الفني والإنساني، فيقدّم الموصلي كفنانةٍ تجاوزت القوالب التقليدية، وصمّمت أعمالًا لصالح مؤسساتٍ دوليةٍ كالأمم المتحدة، كما خصّص المؤلفان فصولًا لعرض مقتنيات نادرة وصورٍ أرشيفية ومعارضها الأخيرة.
بهذا الإصدار، يؤكد القشعمي والعبداللطيف أهمية حفظ الذاكرة الفنية السعودية وتوثيق رموزها الرائدات، لتبقى منيرة الموصلي نموذجًا للفنانة التي جمعت بين الحس الوطني والإنساني، وبين الفن كقيمةٍ ورسالةٍ للحياة.