تتوالى إصدارات الأديب، والإعلامي، والباحث الأستاذ: محمد بن عبد الله السيف، المستشار الثقافي السعودي، ورئيس تحرير(المجلة العربية)، كما يتوالى تكريمه لي، ولسواي باهداءاته الكريمة.. الأسفار القَـيِّـمَة المتنوعة التي يتحف بها ـ مشكورا ـ المشهد الثقافي السعودي، والعربي، سواء منها ما كان من تأليفه هو، أو من إعداده وتقديمه، أو ما كان من منشورات دار (جداول)، وقد قرأنا مؤخرا خبر صدور كتاب آخر له يحمل عنوان:
(بين السفارة والوزارة)، وضمَّ سيَر 10 شخصيات سعودية عملت بين السفارة، والوزارة في فترات زمنية مختلفة، أما مكتبتي الشخصية فتضيئها الإصدارات الرائعة الآتية:
ـ أولا: الكتب التي قام بتأليفها:
-1 (نجيب المانع... حياته وآثاره)
وقد صدر عام 2022م، وهو عرض، ورصد، وسيرة ذاتية لحياة، وآثار الكاتب الصحفي والروائي والأديب والناقد والمترجم المعروف نجيب المانع الذي كنا نقرأ له في (جريدة الشرق الأوسط).
وقد كشف محمد السيف ـ لأول مرة ـ في هذا الكتاب جوانب عديدة من حياة وآثار الأستاذ نجيب المانع، منها الجانب العبقري، والفلسفي والنقدي، والشخصي أيضا.
وجاء في 736 صفحة، ومزود في آخره بصورة خطية من الصفحة الأولى من روايته: (كل إنسان كوكب)، إلى جانب الصور النادرة الأخرى .
2- (حمزة غوث.. سياسي دولتين وإمارة)، ويحمل عبارة إهداء كريمة بخط يد المؤلف، وهو كتاب ضخم أيضا، جاء في 700 صفحة، يتناول سيرة شخصية سعودية عصامية، لا غنى عن معرفتها والقرب منها، وصدر عام 2023م، وختمه بجملة من الوثائق الخطية النادرة، وعدد من (المسردات)، والفهارس.
هذا غير الصور النادرة التي تخللت صفحات الكتاب، وجاءت بحسب الموضوعات المذكورة في فصوله.
3- (سِيْرتُهم في التعليم)، وقد صدر عام 2023م أيضا، ويعرض لستة رجال خدموا وطننا في مجال التربية والتعليم داخل وخارج المملكة هم:
1- ولي الدين أسعد(1321ـ 1390هـ، 1903-1970م).
2- صالح البكر(1340-1429هـ،1922-2008م).
3- عبد المحسن المنقور(1344ـ 1428هـ، 1925ـ2007م).
4-عبد العزيز المنقور(توفي عام: 1443هـ،2022م).
5- عبد الرحمن البطحي (1357ـ1427هـ، 1938ـ 2006م).
6- عبد الله السيف (1364هـ ـ...، 1954م ـ ...).
ونقرأ من بينهم الشيخ (عبد المحسن المنقور) الذي كان مديرا لعدد من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية بالأحساء، وعمل على تطوير التعليم فيها، كما تفاعل مع رجالاتها. ويختم الكتاب بعرض لسيرة والده الشيخ عبد الله بن محمد السيف أحد رجالات التعليم في منطقة الزلفي.
وكشأن الإصدارات (السَّـيْـفية) فقد تخلل الكتابَ صورٌ نادرة تتموضع في الصفحات التي تتحدث عن كل شخصية من الشخصيات الست المرصودة في الكتاب.
4- (جميل البارودي، سيد الأمم المتحدة)، وصدر عام 2025م، وجاء فيه أن الأستاذ البارودي، قد حقق حضورا لافتا على مدى ثلاثة عقود، حتى غدا واجهة، وعنوانا للمنظمة الدولية، هيئة الأمم المتحدة، فارتبط اسمه بها، وارتبط اسمها به في تلك العقود.
ولا يتركك المؤلف دون أن يرفد في آخر الكتاب ـ كعادته ـ عرضَ عددٍ من الوثائق، والصور النادرة المرتبطة بشخصية الكتاب.
ومما لفت انتباهي فيها.. تلك الصورة الناطقة التي نشرها في صفحة 211، و جميل البارودي يرفع أصبع الغضب، والتأكيد على سوء النوايا التوسعية للعدو الإسرائيلي، المنشورة في جريدة الرياض عام 1387هـ، 1967م، وغيرها كثير من الصور والوثائق.
ثانيا: الكتب التي من إعداده وتقديمه:
1ـ (ذكريات عُـمْرٍ أَكَـلَـتْهُ الحروف)، ويتضمن هذا الكتاب (الوثائقي).. النص الأصلي والكامل للمذكرات التي نشرها نجيب بن محمد المانع في جريدة الشرق الأوسط، ويكشف ـ أي الكتاب ـ الكلمات، والمقاطع، والعبارات، والأسماء المحذوفة من كتاب كان قد صدر عن (دار الرافدَين).. لتلك الذكريات بنفس العنوان.
ويضع الأستاذ محمد السيف ـ الذي قام بإعداد وتقديم الكتاب ـ القارئ أمام كامل النص الذي كتبه نجيب المانع بقلمه، ويقارن بين ما تم حذفه في طبعة (دار الرافدَين)، وما تم رصده في الأصل، ويمكنك أن تستنتج الجهد الذي قام به المعد لتوثيق ذلك، وهو كتاب هام لا غنى عن قراءته.
ونصل إلى الصفحات الأخيرة منه، لنرى عرضا لأربع صور أصلية لحلقات (مختارة) من تلك الذكريات التي نثرها ونشرها صاحبها في جريدة (الشرق الأوسط)، وهي الحلقات : 1، و 6، و 12، و 18.
2 ـ (وليس أخْـلَـدَ من مقال) للأديب الشيخ محمد بن دْخَـيِّـل، الذي امتازت مقالاته المتنوعة بالرزانة، والرصانة، والانفتاح المنضبط على الآداب العربية والعالمية، وقدم له: الأستاذ محمد السيف.
ويتضمن 100 مقال نشر معظمها في مجلة اليمامة والقصيم والجزيرة.
وقد لفت انتباهي في تلك المقالات زيارته للمنطقة الشرقية التي كتب عنها خمس مقالات إعلامية طريفة، ونشرها في مجلة اليمامة.
وحزنت أنه لم يزر الأحساء، ولو أنه تناول الجانب الأدبي فيها في مقال قصير آخر عن كتاب (شعراء هجر) لعبد الفتاح الحلو، ونشره في مجلة الجزيرة الشهرية عام 1379هـ، 1960م.
وفي نهاية الكتاب أرى أن كل صورة ملحقة به، وفيه هي كتاب آخر بحد ذاته، بما تحمله من معان وأبعاد وذكريات.
ثالثا: الكتب التي من إصدارات (جداول):
1ـ (حَدّ الذاكرة).
وهو سيرة ذاتية حياتية عملية لسيدة الأعمال الدكتورة (عائشة بنت محمد المانع)، وصدر عام 2023م، عن دار جداول.
ويبرز عطاء، وسيرة واحدة من أبرز نساء وطننا الغالي المملكة العربية السعودية.
ويتناول سيرتها ـ بقلمها ـ منذ لحظة ولادتها في مدينة الخُـبَـر (شرق المملكة العربية السعودية)، مرورا بتأسيسها كلية للعلوم الطبية باسم والدها المترجم، والمؤرخ، ورجل الأعمال الأستاذ محمد المانع، وكذلك تأسيس وقيام (مستشفى المانع) الشهير، الذي امتددت فروعه لعدد من مدن ومناطق المملكة.
كما يتناول حياتها العصامية المحفوفة بالتضحيات، والإصرار، والمتابعة، والنبوغ، والتطلعات، والقلق، والإدراك المبكر لأهمية ودَوْر المرأة في مجتمعنا السعودي، وغير ذلك، في فترة كانت الأمور على غير ما نعيشه الآن تجاه المرأة ضمن رؤية المملكة 2030، في مختلف الميادين.
وقد تضمن في آخره صورا، وخطابات، وشهادات، وفواتير، واتفاقيات، ومخطوطات، وغيرها.
2- (أنا عائد).
ديوان شعر .. للشاعر الدكتور عبد الرحمن الجُـدَيْع، سفير خادم الحرمين الشريفين في عدد من الدول العربية والأجنبية، وقد صدر عن دار جداول عام 2025م.
وقد خلا هذا الديوان من الصور الوثائقية ـ وفقا لطبيعته ـ، ولكن أستسمح القراء الأكارم في نشر الصورة التي تجمعني مع سعادته، فقد زرته في مقر السفارة السعودية بالرباط، عام 1436هـ، 2015م، وأهديته أحد كتبي، وأخذت صورة تذكارية معه، هي محل اعتزازي، ونشرتها في كتابي (مُواطِـنٌ في العُـشِّ الآمِـن، المملكة العربية السعودية).
وقد فاجأني محمد السيف أن أهداني نسخة من ديوانه هذا، ولم أكن أعلم أن الدكتور الجديع شاعرا، فقرأت هذا الديوان بنهم، ولا بأس أن أختار من ديوانه أبياتا من قصيدة طريفة تحمل عنوان: (الجواز الأخضر)، لتطعيم هذه السطور النثرية بجُمان الشعر:
(جوازٌ) أخضرُ الأُطُـرِ
هو (المحمولُ) في السَّـفَـرِ
رفيقٌ، أينما كُـنّا
مُيَسِّـرُ أمرِنا العَـسِـرِ
وفي التِّرحالِ ذو وَقْـعٍ
جميلٍ، طيِّبِ الأثَـرِ
نجُوزُ به (مطاراتٍ)
بلا وجَـلٍ، ولا ضجَـرِ
ونزهُو حينَ نُبْرِزُهُ
أمامَ مَواكبِ البَشَـر
(سعوديٌّ)، أنا سَـمْحٌ
وفِيَّ تواضُعُ الكِـبَرِ
بلادُ العِـزِّ موطنِنُا
ومَـوْئِلُ كُلِّ مُعْتَمِرِ
. وهنا، لا بد أن أحيي أخي الأستاذ محمد السيف على إصدار هذا الديوان الجميل.
وبكلمة، فإن كان الأستاذ محمد السيف يمتاز بهدوئه الشديد، فإنه يوظف صوته ونشاطه وعمله، في إصداراته، وكتبه، ومسؤولياته، طبقا للقول المأثور، والمنسوب للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: «قيمةُ كل امرئ ما يُحْـسِـنُه»
** **
محمد الجلواح - الأحساء