يُعد مسجد الفرخة أحد المساجد التاريخية والعريقة في محافظة الدلم بمحافظة الخرج، ويقع في شمال الديرة بالدلم (شمال إمارة الدلم والسوق الرئيسي)، ويشبه المساجد القديمة الأخرى في محافظة الدلم، التي تتسم بالبساطة وعدم المبالغة في الزخرفة والزينة، ويمثّل أنموذجًا حيًا للطراز العمراني التقليدي لمساجد الدلم.
يتكون المسجد من مصابيح بُنِيت من مواد الطين على الطراز القديم، ويوجد في شرق المسجد «سرحة»(1) وخلوة(2) تحت الأرض لها مدخلان من الجهة الشمالية والجنوبية، كانت تستخدم للصلاة في فصل الشتاء، خاصة في أوقات صلاة الفجر والمغرب والعشاء، كما توجد في الجهة الجنوبية مئذنة لرفع الأذان قبل انتشار مكبرات الصوت.
وقد جُدّد بناؤه أكثر من مرة حتى أصبح على الطراز الحديث، وكان في المسجد سابقًا «مسقاة»، وبئر تستخدم للسقيا والوضوء، وبها مسبح وقرو(3) للوضوء يستخدمه معظم سكان الحي والزائرين. أما بقايا الماء الفائض عن الحاجة فكان يُسقى به بستان يضم عددًا من النخيل يقع في جنوب المسجد، ويُصرف ريعه وثمره غالبًا لمؤذن المسجد.
وقد أمَّ هذا المسجد شيوخٌ من أبرزهم:
1- الشيخ عبد العزيز بن صالح الصرامي (قاضي الدلم في عهد الملك عبدالعزيز).
2- الشيخ محمد بن عبد العزيز (ابن الشيخ عبد العزيز قاضي الدلم).
3- الشيخ عبد العزيز بن محمد الصرامي.
4- الشيخ صالح بن عبد الرحمن الصرامي.
5- الشيخ سعد بن عبد الرحمن بن ناصر الدريهم.
6- الشيخ أحمد بن سعد بن عبد الرحمن الدريهم.
ومن أبرز المؤذنين لهذا المسجد ما يلي:
1- عتيق بن عبد العزيز بن عبدالله بن محمد الدريهم.
2- عبدالرحمن بن عبدالعزيز الصرامي.
3- محمد بن أحمد بن ناصر الدريهم.
4- محمد بن عبدالعزيز بن راشد الدريهم.
5- عبد العزيز بن عبدالرحمن بن ناصر الدريهم.
6- عبد الله بن ناصر بن محمد الدريهم.
7- علي بن ناصر بن محمد الدريهم.
8- سالم بن محمد بن خضران الدوسري.
وجماعة المسجد كانت من الأسر التي تسكن في حي الفرخة إبان الثمانينات والتسعينيات الهجرية، وهي:
(الصرامي، الدريهم، السنبل، الفوّاز (المسعد)، الزير، العييد، الربع، الحويطان، الخرجي، المطيردي، السحيباني، الراجح، اليمني، الهويشل، اليحيى، العبداللطيف، الحسينان، الطليحي، الرفيق، الدخيني، السنيد، المنيف، المويرزي، الدبيان).
هذه نبذة مختصرة عن أحد المساجد التاريخية العريقة التي ما زالت موجودة حتى الآن.
**__**__**__**__**__**
(1) سرحة المسجد: تعني فناء المسجد أو صحنه، وهي المساحة المفتوحة في المسجد للسماء.
(2) خلوة المسجد: هي حجرة أو مكان منعزل داخل المسجد أو ملحق به، مخصص للانفراد بالعبادة، والذكر، والتقرّب إلى الله.
(3) القرو: حوض الماء المخصص للوضوء في المساجد القديمة.
** **
- د. زيد بن علي الدريهم