كتب - المحرر الثقافي:
بمناسبة اليوم العالمي للقهوة الذي يصادف الأول من أكتوبر، أكد الدكتور حسن النعمي أهمية التمييز بين مكونين أساسيين في المشهد الثقافي المعاصر هما المقهى والشريك الأدبي، موضحًا أن المقهى فضاء مادي مفتوح على الحياة اليومية يرتاده أشخاص من خلفيات اجتماعية متعددة، بينما يمثل الشريك الأدبي منصة ثقافية تستهدف جمهورًا غير متخصص، وتسعى للوصول إليه من خلال حضورها في هذه المقاهي، ما يجعل العلاقة بين الطرفين ظرفية هدفها الأسمى تحقيق التواصل مع الجمهور.
وأوضح النعمي، في تصريح لـ«الثقافية»، أن تجربته مع المقاهي الثقافية كشفت عن عدد من الملاحظات المهمة، منها أن بعض المقاهي لا تملك البيئة المناسبة لاحتضان فعاليات ثقافية، بسبب ضيق المساحة وضعف أنظمة الصوت، إلى جانب غياب توثيق الفعاليات بالصوت والصورة، مما يحد من أثرها واستمراريتها.
وأضاف أن جمهور المقاهي في الغالب لا يبادر إلى حضور الفعاليات الثقافية إلا بدعوات خاصة من المقهى أو من الضيف نفسه، وهو ما يجعل التجربة شبيهة بالمؤسسات الثقافية التقليدية، كالأندية الأدبية.
وأشار النعمي إلى أن بعض المقاهي استطاعت أن تخلق هوية ثقافية خاصة بها، عبر تصميمات داخلية تحمل صور رموز الأدب المحلي والعربي والعالمي، مما يضفي على المكان طابعًا أدبيًا جاذبًا. وذكر من بين هذه النماذج مقهى أدب في الرياض ومقهى قافية في عرعر.
وختم حديثه بالتأكيد على أن التجربة في مجملها جيدة، لكنها تتطلب اشتراطات دقيقة تتعلق بالموقع، وطبيعة التكوين، والروح الثقافية للمكان، لتستمر المقاهي الأدبية في أداء دورها ضمن مبادرة الشريك الأدبي.