«الثقافية» - علي بن سعد القحطاني:
أكد الأستاذ بالجامعات الفرنسية وعضو المجمع العلمي المصري، د. أحمد يوسف في تصريح خص به «الجزيرة الثقافية» من مكان إقامته في العاصمة الفرنسية باريس أن القهوة ليست مجرد مشروب! بل هي «مرآة ثقافية» كاشفة لعلاقات الشرق والغرب وتحولاتهما الفكرية والاجتماعية. وأشار إلى أن المستشرق ومدير المكتبة الملكية أنطوان جالان -الذي ترجم «ألف ليلة وليلة»- كتب عام 1111هـ (1699م) مذكرة مثيرة بعنوان «القهوة: اكتشافها وتطورها»، تربط بين اكتشاف البن في الحبشة وانتقاله إلى مكة والقاهرة ثم إلى أوروبا، ليصبح مشروباً بطابع رمزي.
وأضاف د. يوسف أن المقاهي تحوّلت من أماكن لشرب القهوة إلى فضاءات ثقافية حاضنة للجدل الفكري، مشيراً إلى مقهى «بروكوب» في باريس الذي احتضن فلاسفة التنوير، ومقهى «فلوريان» في البندقية الذي جسّد التفاعل بين الشرق والتجارة.
أما في العالم العربي، فقد خصص الراحل جمال الغيطاني أحد كتبه للمقاهي، فيما شهدت مقاهي الإسكندرية لقاءات صباحية بين كبار الأدباء مثل توفيق الحكيم ونجيب محفوظ، الذي انتقل لاحقًا إلى مقهى «ريش» بعد فوزه بنوبل.
واختتم د. يوسف تصريحه لـ«الثقافية» بالإشارة إلى مشاركته في تقديم نسخة فرنسية حديثة من مذكرة جالان، مزودة بتعليقات فنية وصور للوحات عالمية عن القهوة، مؤكدًا أن القهوة ستبقى رمزًا إنسانيًا جامعًا و«أحد مفاتيح دخول العالم عصر الحداثة».