كانت تحب أشياء كثيرة:
الكتابة، رائحة القهوة، تفاصيل المطر، وضحكتها حين تندهش.
كانت ترى الحياة لوحة تتبدّل ألوانها كل يوم، وتعشق الجمال حتى في أبسط الأشياء... ظل شجرة، ضوء غروب، كوب مكسور احتفظت به لأنه «يشبهها».
لكن شيئًا ما تبدّل بصمت.
بردت الأشياء، خَفَّتْ ألوانها، ولم تعد تندهش كما كانت.
كأن شرارةً ما انطفأت بداخلها بهدوء، دون ضوضاء، دون تفسير.
أحيانًا تستعيد وجوهًا، مواقف، كلمات...
ثم تُسكت ذاكرتها سريعًا، وتمضي.
لا تريد أن تعرف متى تمامًا فقدت ذلك النبض، ولا كيف...
يكفيها أنها ما زالت تكتب، ولو بهمس، لتذكّر نفسها أن الحياة بداخلها لم تمت، بل غفت قليلاً.
** **
- زايدة حقوي