حاورتها - د.شيهانة سعيد الشهراني:
تحاور الجزيرة الثقافية في هذا العدد شاعرة جمعت بين جمال القصيدة وصفاء المعنى وصلابة الموقف، وتحاورها الأكاديمية د.شيهانة سعيد الشهراني، لتجعلنا نقترب من عالم الشاعرة التي طالما لامست وجدان المتلقين بصدق، وعبرنا من خلال كلماتها جسور الوعي ورحابة الفكر، ستطلعون عبر هذا الحوار على فكر شاعرة النيل روضة الحاج.
بين التأثر والتأثير
* بمن تأثرت الشاعرة روضة الحاج من الشعراء العرب وخاصة في شعر التفعيلة؟ وما هي أول مجموعة شعرية كتبتِها؟
هذا السؤال أنا دائماً أجيب عليه بأنني لا أسمّي أحداً؛ لأنه أعتقد أنه من الإنصاف أن أقرّ بأنني قرأت كثيراً، وخاصة وأنا في نهايات طفولتي ربما منذُ أن كنت في العاشرة وأنا أقرأ بنهم عال، ليته هذا النهم تواصل معي إلى الآن، فأنا الآن لم أعد أجد وقتاً لكل هذه القراءات، ولكن في تلك السن الباكرة قرأت كل ما وقع تحت يدي من شعر، واستمعت إلى الشعر السوداني وشعر الدوبيت وشعر البادية السودانية، وقرأت لكل الشعراء الذين كان بإمكاني أن أجد دواوينهم، وبالتالي أعتقد أنني بطريقة ما أحذر الوقوع في شباك أحدهم، ولذلك لا أستطيع أن أسمي أحداً، فجميعهم أثروا فيّ بطريقة أو بأخرى، اقتبستُ قبساً من نور ونار هؤلاء وأولئك من الأجيال المختلفة من الشعراء. أول مجموعة شعرية كتبتها هي (مدن المنافي)، لكن أول مجموعة صدرت لي هي عش للقصيد، ولذلك القصة تتصل بالطباعة وما إلى ذلك.
تجربة نوعية وشهرة إعلامية
* تجربتك الإبداعية في الشعر.. كيف كبر حجمها وذاع صيتها؟
من فضل الله تعالى عليّ أعتقد أنني إلى حد ما لم تكن هنالك الكثير من الأصوات المعروفة في مجال الشعر في السودان، الرواية سابقة والسرد بشكل عام هنالك أسماء باهرة في المجال السردي لنساء قدمن، وهنالك أسماء أيضاً مميزة لشاعرات يكتبن باللهجة المحلية أو المحكية أو الشعر القومي، ولكن بالشعر الفصيح تجربة الكتابة المحلية الفصيحة لم تكن هنالك تجارب واضحة وبارزة، هذا إلى حد كبير أعتقد أنني قد وجدت كأنما الناس كانوا ينتظرون ظهور تجربة في هذا المجال، يعني وجدت الطريق ممهداً إلى حد كبير ووجدت الانتظار والترقب لظهور مثل هذا الصوت، وأعتقد أن هذا الأمر أسهم كثيراً في تقديم تجربتي بشكل جيّد هذا من جهة، من جهة ثانية قدري كان أن أعمل بالإذاعة السودانية، وأن أعمل بتلفزيون السودان، وأن أمتهن الإعلام كمهنة، لاحقاً جعلتُ دراساتي العليا تتصل بها أيضاً في مجال الإعلام والاتصالات، هذا المجال أيضاً يمنحك ضوءاً من نوع آخر كان يمكن أن أكون إعلامية معروفة دون أن أكون شاعرة، وكان يمكن أن أكون شاعرة معروفة دون أن أكون إعلامية، ولكن قدري جمع بين الاثنتين، ولعلهما أفادت من بعضهما البعض، لكن كل هذه الأشياء المتداخلة ربما أسهمت في تقديمي إلى الناس.
كذلك المسابقات الشعرية التي شاركت فيها خاصة مسابقة أمير الشعراء وجدت حظاً كبيراً من الرواج ومن المتابعة على مستوى الوطن العربي، كذلك بعض المهرجانات التي أتيح لي أن أشارك فيها، وكان قدراً طيباً أن أبدأ هذه المشاركات بمهرجان المربد؛ لأنني شهدت آخر مهرجان للمربد أو لعله قبل الأخير، كانت أول مشاركة لي خارج السودان في هذا المنبر العتيق العريق الذي كان يتمنى كل الشعراء الكبار أن يشاركوا فيه، وأنا كنت صبية صغيرة أتعثر في جلباب الشعر الواسع علي، ولكن كان قدراً طيباً وإرادة أحمد الله عليها أنني شاركت في هذا المهرجان في أواخر عام: (1998)، وحظيت مشاركتي في مهرجان المربد بحفاوة بالغة من النقاد ومن الشعراء ومن الكتّاب، وأعتقد أن تلك المشاركة هي كلمة السر، وكانت المفتاح الذي فتح كل أبواب المدائن العربية التي استقبلتني بعد ذلك عبر مهرجانات مختلفة ومتعددة.
* نلحظ في قصائدك الكثير من مفردات الاغتراب، في حين أن السودان مستقرة نسبياً مقارنة ببعض الدول العربية. فما الاغتراب الذي تتحدث عنه الشاعرة؟
شيهانة، هو سؤال نقدي بامتياز، ولكن ربما أجتهد في الإجابة وأعتقد أن الاغتراب قد يكون اغتراباً نفسياً، وهذا أشد وأقسى وأكثر صعوبة على النفس من الاغتراب الجسدي أو الاغتراب الجغرافي أو المكاني، وغربة النفس أو غربة الروح أمر يعاني منه في ظني الكثير من الذين يتعاطون الإبداع، سواء كان شعراً أو نثراً أياً كانت أشكاله، هذا الشعور بالتوق إلى مكان ما، مكان مثال وغير موجود، وهذا التوق أيضاً إلى زمان ما قد تكون (نوستالجيا ) قد يكون نوعاً من الحنين إلى زمان آتٍ لم نعشه، و ربما لن نعيشه أيضاً، هذا التوق يولّد هذا الشعور بالغربة وبالاغتراب الذي ربما يرد التعبير عنه بشكل مباشر أو غير مباشر عند كتابة نص بعينه، وهذا الشعور يلُازمني في كثير من الأحيان أنني أعيش في زمانٍ غير زماني وفي مكانٍ أيضاً غير مكاني.
بين نزار ودرويش
* عند قراءتنا لسيرتك الذاتية أستاذة روضة نجد الكثير من المهرجانات والأندية الأدبية والأمسيات الشعرية التي حضرتها الشاعرة في أنحاء الوطن العربي. شهرتك كشاعرة هل أثرت في شعرك؟
لا أدري عزيزتي. لا أعتقد أن للأمر صلة بالكتابة أو بالشعر وإلا لكان نزار قباني أو محمود درويش وغيرهم من الشعراء الكبار الذين طبقت شهرتهم الآفاق وعرفهم الناس على مستوى الخارطة العربية لربما كان ذلك الأثر ليكون أوضح في شعرهم؛ فهم أكثر حضوراً وأكثر شهرةً والناس يعرفونهم أكثر مما يعرفون تجربتي، لذلك لا أعتقد أن التداول والشهرة يمكن أن تكون ذات أثر في الكتابة الشعرية، هذا طقسٌ مختلف ومناخ آخر لا صلة له بأن يكون الشخص ذائعاً أو شائعاً أو غير ذلك.
جرح الكتابة النسوية
* أكثر قصائد دواوينك هي قصائد وجدانية. فهل من الضروري أن تكون نتائج تجارب وجدانية عايشتها الشاعرة؟
هذا السؤال يفتح جرح الكتابة النسوية؛ لأنه يرد في خواطر القراء ويرد في فضول الصحفيين أحياناً، ليس بالضرورة بالتأكيد أن تكون القصائد الوجدانية نتاجاً لتجارب عايشها المبدع؛ لأن ببساطة شديدة العمر نفسه لا يكفي لكل هذه التجارب، لا يكفي الدخول في كل هذه المناخات الإنسانية والوجدانية، والحياة نفسها لا تتسع لأن تكوني أكثر من مائة امرأة في شخص شاعرة أو أكثر من ألف رجل في شخص شاعر، ليس في خارطة العمر متسع لتجربة كل هذه الطقوس الوجدانية، ولكنها المقدرة الشعرية، ولكنه تلبس أحوال الأخريات أحياناً وتخيل حيواتهن والمحاولة للتعبير عنهن، أحياناً تقمص الأحوال وتقمص الظروف ومحاكاة الواقع غير المرئي الواقع الخيالي كلها أدوات وصور مانحة للشعر، وبالتالي من هنا هذا هو عديل الشعر الأولي الذي منه تتشكل الصور والأفكار والرؤى ويتم التعبير، ولذلك يكون تعليق كثير من السيدات تحديداً أن تلك القصيدة تشبهني، أن ذلك السطر يعبر عني؛ لأنك تعالجين أحوالهن عندما تكتبين ولم تكتبي ذاتك بالضرورة، لا بد أن هناك بعض النصوص تعبر ربما عن واقع يشبه حياة تلك أو هذه من الشواعر، ولكن ليست بالضرورة أن تكون كل القصائد، وطبعاً هذا أمر يزعج بعض الشاعرات ولكثير من الروائيات أن يتم تحويل النصوص التي يكتبنها إلى سير ذاتية أو شخصية لهؤلاء الشاعرات، وهذا أمر مربك أو مزعج أحياناً في مجتمع مثل مجتمعاتنا العربية التي تقيم الكثير من الأسوار والحواجز، وهذه نقطة في غاية الأهمية وهي واحدة من إشكاليات الكتابة النسوية، الخوف من التأويل والخوف من تحويل النصوص إلى سير ذاتية للشاعرات والكاتبات.
شخصية الخنساء
* لماذا تكثر الشاعرة من استدعاء شخصية «الخنساء»؟ وهل هو من باب استعارة القناع أم ماذا؟
ربما يكون ذلك. أنا أعتقد أن تكون كل شاعرة لابد أن تكون الخنساء جزءاً من تكوينها، كل شاعرة عربية لابد أن تحضر هذه السيدة الشاعرة السامقة تماضر بنت عمرو الخنساء بشكل ما في كتاباتها، لابد أن تتمثلها، لا بد أن تخطر ببالها، فهي التجربة الأكثر رسوخاً مع يقيني بأنه قد شاركها كثيرات من الشواعر أو من عاصرنها أو كن قبلها؛ لأن المجتمع العربي كان زاخراً بالنساء الشاعرات، وكان أكثر تسامحاً وأكثر قبولاً لهن من المجتمع العربي المعاصر، وهذه من المفارقات الكبيرة، ولكن التدوين لم يكن في صالحهن أنا دائما أستشهد بقول أبي تمام وبقول المتنبي حفظت لكذا من الشواعر ويذكرون أرقاماً كبيرة لمئتين من الشاعرات قبل أن أكتب الشعر وغيرها الكثير من الشواهد التي ذكرت في مقام الاستدلال على حفظ الشعر قبل كتابته، ولكن لم يصل إلينا إلا القليل جداً من الشعر، وحتى الخنساء لم يصل إلينا إلا النادر اليسير مما كتبت رثاءً لأخويها صخر ومعاوية، ومع ذلك تظل هذه الشاعرة رمزاً لإمكانية أن يكون هناك مشروع نسوي للكتابة.
الأحلام العظيمة
* لماذا يجئ الحلم بجناح واحد لدى روضة الحاج؟
لا أدري عزيزتي، لكن هكذا قدر الأحلام العظيمة ربما، قدر الأحلام الكبيرة أن تكون عاجزة عن التحليق حتى ينبت لها جناح ذو قوادم قادرة على التحليق في الفضاءات البعيدة ربما.
سر الاقتباسات
* هنالك الكثير من الاقتباسات في قصائدك سواء من القرآن الكريم أو الحديث الشريف أو الشعر العربي. ما سر هذه الاقتباسات؟
أنا أعتقد أن الموئل الأول للغة هو القرآن الكريم، وأن من ملك ناصية القرآن الكريم أتعمدها، لك سراً من أسرار العربية؛ لأن اللغة العربية ليست فقط مخزوناً لغوياً من مفردات لا نهائية العدد أو غير ذلك، ولكنه التركيب اللغوي الباهر، ولكنه امتلاك أسرار تطويع هذه اللغة العصية واللينة في ذات الوقت، المطواعة والمصادمة والنافرة والمستجيبة واللغة العربية لغة ممتعة ومزهرة، وأنا لا أدعي وليتني كنت كذلك، لا أدعي أنني أحفظ القرآن الكريم وليتني كنت أحفظه، ولكنني أقرأ القرآن الكريم، وأستمتع بهذا الجمال لكلام الله عز وجل، وعندما ترد بعض الشواهد فيما أكتب لا أتعمدها ولكنها تأتي عفو الخاطر، وأنا لا أقاومها سواء كانت من الحديث أو القرآن أو كانت حتى من الشعر العربي، بالعكس يعني أشعر بحميمية اتجاه مثل هذه الاقتباسات عندما ترد أرحب بها في النص تماماً.
شعر التفعيلة والمرحلة
* أغلب قصائدك من الشعر الحر «التفعيلة» ما السبب في ذلك؟ وهل الشعر العمودي لم يعد صالحاً في هذا العصر؟
أنا أعتقد أختي العزيزة أن شعر التفعيلة هو شعر المرحلة إذا كنا سنقسم الشعر إلى مراحل، وأظن أن الشعر العمودي سيظل موجوداً دائماً، لا نتوقع أن يأتي زمان يقال فيه كان هناك شعر يسمى عمودي، سيظل هذا الشعر موجودا ومطلوبا أيضا، وهو بالمناسبة شعر جميل جيّده جيّد ورديئه رديء، المقولة التي تنطبق على كل قول وعلى كل شكل إبداعي، ولكن في إطار التطور الطبيعي الذي يجب أن لا ننزعج منه أعتقد أن تطور القصيدة العربية اتجاه التفعيلة تطور معقول وليس مزعجاً؛ لأنها تحتفظ بواحد من ميزاتها الأساسية وهو موسيقا الشعر، وأنا لا أتنازل عنها أبدا، وفي نفس الوقت تعطي مزيداً من أجنحة التحليق للنص الشعري، يعني لا تكبله بقافية إلا إذا أراد الشاعر ذلك، لا تكبله بعدد تفاعيل محددة، وإنما تترك له حق التحليق والطيران وابتكار الصور والرؤى الجديدة واللعب على التراكيب اللغوية، وهذا يمنح القصيدة بعداً عجيباً ومدهشاً لذلك أنا حفية بتجربة قصيدة التفعيلة.
يوم نادر في حياتي
* روضة الحاج أول امرأة تنال شرف الفوز بجائزة سوق عكاظ، كان ذلك في عام: (2012) في نسخته السادسة.. حدثينا عن هذا التكريم؟
هذا كان أحد الأيام النادرة في حياتي، وأحد الذكريات الطيبة في حياتي، أنا شاركت بيني وبين نفسي وبعض صويحباتي التي يعرفن بمشاركتي يعني حاولن أن يقلن لي هذا غير ممكن! لا يمكن أن تفوزي بجائزة سوق عكاظ ومن السعودية أيضاً، ولكني قلت: أحب أن يكون اسم السودان بين قائمة الدول التي شاركت، هذا أدنى ما يمكن أن أخرج به من هذه المشاركة، أن يقال شاركت عدة دول ويذكر اسم السودان من بينها، أعتقد أنني سأفوز، ولِمَ لا؟ عليّ أن أحاول ويمكن أن يأتي هذا الانتصار متأخراً لامرأة شاعرة، وبالفعل بلغت الحمد لله بحصولي على هذه الجائزة، وكرمت من قبل الأمير الشاعر خالد الفيصل بارتداء بردة عكاظ، وكان هذا في ظني تكريماً لكل المبدعات العربيات، وإشارة إلى إنهن بإمكانهن أن يفزن سواء كان في عكاظ أو غيره من المنابر الشعرية والأدبية.
حياة شخصية
* هل تأذن لنا الشاعرة بأن نقتحم حياتها الشخصية ونسألها عن ربيع العمر في قصائدها من هو؟
أنا متزوجة من الدكتور عامر السماني، وهو طبيب وشاعر أيضا وناقد وصحفي، والذي جمع بيننا هو الحب للكلمة وللشعر والأدب، التقينا في هذا الفضاء فضاء الكلمة وفضاء الشعر وفضاء النقد، صحيح أن تخصصه كطبيب ربما يُبعده إلى حد ما، لكنه ناقد جيد وشاعر مميّز، له ديوان لم يصدر لكن لديه ديوان جميل جداً، وكتابات في الصحف السودانية وكان يشارك في الملف الثقافي لجريدة أخبار اليوم السودانية بشكل راتب، ولدينا ولدان.
تجربة لم تكتمل
* صرحتِ في سيرتك الذاتية بأنك ستصدرين ديواناً للأطفال تحت عنوان «كرة أرضية مربعة» حدثينا عن هذا الديوان؟
هذي التجربة كتبتها قبل فترة ليست بالطويلة، أبنائي كانوا وما زالوا لديهم صلة بالشعر يحبونه، بحكم أنني ووالدهم نتشارك في هذه المحبة للغة وللشعر، أحيانا يطلبون مني بعض القصائد لقراءتها في المناشط المدرسية، وهم لحظي أنهم من الذكور، والقصائد التي عندي أحياناً فيها إشارات نسائية ومكتوبة بطبيعة الحال لسن أكبر منهم، فشعرت أنني بحاجة إلى أن أكتب لهم بعض القصائد التي تناسب أعمارهم، يعني كانوا ومازالوا أطفالاً ولكن كانوا في عمر أصغر من الآن، ويريدون المشاركة في المناشط المدرسية وقراءتها، هذه هي كانت بداية محاولات كتابة قصائد للأطفال، حاولت أن أعايش عالمهم وأن أكتب من وحي هذا العالم النقي البسيط والجميل، وأنا أستدعي أيضاً طفولتي، وقعت ذات يوم على أقصوصة صغيرة لطفلة من جنوب إفريقيا تتحدث عن الحرب، قالت لو كانت الأرض مربعة لوجد الأطفال زوايا يختبئون فيها، وكان هذا القول مؤثراً جداً وبائساً على الحزن في نفس أطفال كثر في العالم يعانون من الحروب ومن النزوح ومن الدمار الذي يحدثه أهلهم الكبار، لو كانت الأرض مربعة لوجد الأطفال زوايا يختبئون فيها، لذلك أسميت هذا الديوان كرة أرضية مربعة من وحي هذه العبارة لهذه الطفلة. أنا أشكرك شيهانة، وأتمنى أن تكون تجربتي على قدر اجتهادك وبحثك وأشكرك عل ى اختياري موضوعاً لدراستك في هذه الرحلة المهمة من الدراسة، وأسأل الله لكِ التوفيق والسداد إن شاء الله وأسمع عنك كل خير، أتمنى أن تكون إجاباتي كافية ووافية لمحاورك الجميلة. أشكرك كثيراً.
خاتمة
جمعني هذا اللقاء بـ(شاعرة النيل) روضة الحاج، في عام 2017، أثناء كتابة رسالتي الماجستير الموسومة بالاغتراب في شعرها، وظل الحوار في ملاحق الرسالة حبيس الصفحات مدة غير قصيرة، إلا أن الأحداث التي تعصف بوطن الشاعرة السودان استرعت منّي نشره هذا العام (2025) بعد أن أضافت الشاعرة لمساتها الأخيرة عليه.
نُقدّم هذا الحوار للقرّاء ليس كذكرى، بل صوتٍ شعريّ يسلط الضوء على إبداعٍ أصيلٍ يُمثّل أدب السودان وثقافته.