المساء يشبه الانتظار، التعب، الوحدة!
أما هي.. فكانت حياة تمشي على مهل.
رآها أول مرة في زاوية مقهى هادئ، لا كتاب في يدها، ولا هاتف يسرقها من اللحظة، فقط كانت تنظر. نظرتها ما كانت عادية.. كأنها تحمل سلامًا طويلًا، جاءت من مكان يعرفه دون أن يزوره من قبل.
عيناها.. تلمعان بلونٍ لا يُشبه لونًا آخر، يعرفه القلب حين يتعب ويطمئن حين يراه.
لم يكن يعرف كيف يصف ذلك، لكنه شعر أنه وصل.. أخيرًا.
هي لم تلتفت إليه، ولم تسأله شيئًا، لكن شيئًا بداخله ارتجف، وكأنها لامسته دون أن تقترب.
ابتسمت.. وكانت ابتسامتها هادئة بما يكفي لتهدأ كل الفوضى في قلبه.
ضحكت، وشيء ما انكسر فيه.. ذلك الجزء المتماسك، الجاف، المزدحم بالتوقعات.
لم يتحدثا، ولم يلتقيا بعدها.. لكنها بقيت في ذاكرته تمامًا كما كانت في تلك اللحظة: ساكنة، عميقة، لا تشبه المساء.
** **
- زايده حقوي