الثقافية - متابعة:
استضاف صالون النور الثقافي الذي تشرف عليه وتستضيفه صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود حرم أمير منطقة الرياض، أمسيةً ثقافية بعنوان: (خفق السامري وحديث السدو ) ضمن سلسلة أمسيات (صالون النور الثقافي) بحضور جمع من الأكايميات والمثقفات والأديبات وعدد من عضوات السلك الدبلوماسي، اللاتي شاركن ونظمن هذه الأمسية، وقد عقدت هذه الفعالية الثقافية تزامنًا مع اختيار وزارة الثقافة العام 2025م، عامًا للحرف اليدوية، حيث امتزج في هذه الأمسية أسرار نسيج السدو مع خفق طبول السامري، لتصنع ليلة فريدة من نوعها أدارتها د.منال الهزاع الأستاذة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، والتي افتتحت الأمسية بقولها: «أتطلع للقاء من هن مزهوات برداء من إرث الذاكرة، منسوج بخيوط الأرض، يروي الحكاية ويزهر على أكتاف الموروث».
وكما زخرت تلك الأمسية بمشاركة د.دليل القحطاني، خبيرة ومستشارة التراث الوطني، التي بينت أهمية الحرف اليدوية كجزء من الهوية الوطنية، وأشارت إلى أبرز الحرف والصناعات اليدوية في المملكة (صناعة الفخار، القط العسيري، الخرازة، نسيج السدو، صناعة الخوص)، وغيرها من المهن التي تعتمد على إبداع المهارات اليدوية، وكما تناولت باستفاضة صناعة السدو لتبرز العوامل السياسية والبيئية والاجتماعية التي تؤثر على هذه الصناعة التراثية، وكما بينت المراحل التي يتم من خلالها صناعة السدو بداية بمادته الخام إلى الجماليات الزخرفية لشكله النهائي، وقدمت شكرها لسمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود حرم أمير منطقة الرياض على دعمها في نقل حرفة السدو من صنعة مهددة بالتلاشي والاندثار إلى موروث وطني يندرج ليس فقط ضمن قوائم اليونسكو بل ضمن الملامح الجمالية للذاكرة الوطنية عبر جمعية (حرفة)، التي أشادت بالجهود الكبرى التي تبذلها المؤسسات الرسمية والأهلية من أجل حفظ ذاكرة الوطن وتداركها من الشفهية باتجاه حواضن الرصد والتوثيق.
وقد أشارت الأستاذة: وفاء الشعيل، الرئيس التنفيذي للجنة النسائية في إمارة منطقة الرياض إلى دراسة ميدانية قامت بها اللجنة لتحديد الاحتياج التنموي للحرف والحرفيين في منطقة الرياض.
ولم تغب عن هذه الأمسية الثقافية والفكرية الموسيقى الشعبية، حيث قُدم عرض مرئي مصحوبا بخفق السامري، تتبعت فيه الباحثة الأكاديمية والمتخصصة في علم اجتماع الفن والتاريخ الاجتماعي للفنون د.لمى البدنة، تاريخ فن السامري من منظور تاريخي اجتماعي، لتقف على بداياته وطريقة تشكله في المجتمعات على اختلافها، وكيف تفاعل مع الإنسان معها فأخذ منه طباعه وشابهه في صفاته وبيئته، ولتفسر سيميائية اللغة المضمرة التي يقوم بها المؤدون سواء على مستوى الأردية أو الحركات، وكل ذلك صنع سردية تاريخية اجتماعية وفق منظور أنثروبولوجي ركز فيه على السياق الجغرافي والنفسي والاجتماعي.
وقد لاقت هذه الأمسية استحسانا وافرا من الحاضرات، لكونها تطرقت لمنطقة بكر غير مطروقة على مستوى التوثيق والتأصيل، وقد طالبن أن تتسع دائرة البحث والتوثيق في هذا المجال الثري من الذاكرة الوطنية العريقة.