مواجعُ النفسِ عندَ الليلِ تندلعُ
كأنها الجمر في الأعماقِ يشتعلُ
تبيتُ روحيَ في الأشواقِ طائرةٌ
وفي دروبِ الهوى ما عادَ لي أملُ
أحنُّ للدفءِ في وجهٍ يخاطبني
لكنّ وجهيَ في المرآةِ يرتحلُ
طالَ السكوت ولا صوتٌ يجددني
كأنني في ديار الملحِ أنتقلُ
أُخبّئُ الحرفَ في قلبي وأمنعهُ
فيقبل الدمع من عينيَّ يبتهلُ
أهيمُ في ذكرياتٍ لا قرارَ لها
فهل إلى الدربِ في يوم سأكتحلُ
وقد سئمتُ انتظارَ الحلمِ في زمني
ولم أجد سلوةً تعلو بها المُقَلُ
أفتّشُ الضوءَ في عينيكَ يا أملي
يشوبُها الحزنُ لا عودٌ ولا زَجَلُ
وكلُّ لحنٍ على أوتارِ قصتنا
يشكو الرحيلَ ولا يشكو به الغزلُ
ما زلتُ أرفع صبري عن تعثُّرنا
وأربط الشعر في عزمي فهل أصلُ!
ويح السؤالِ الذي في العُمقِ يسألني
أما كفتني جراحٌ أينما نزلوا
هذا الصباح كسيرُ الشمس مبتئسٌ
يمضي وتُطفِئهُ الذكرى إذا رحلوا
** **
منى بنت محمد الحجيلي - المدينة المنورة