الثقافية - سارة العَمري:
في الذاكرة الدرامية العربية لا يزال مسلسل صابرين عن أم كلثوم حاضراً كأول صورة راسخة في الذاكرة الدرامية لكوكب الشرق، واستحضاره اليوم بعد العرض الأول لفيلم «الست» في العاصمة الرياض بحضور صنَّاع الفيلم وأبطاله؛ يبدو طبيعياً مع كل محاولة جديدة للاقتراب من هذه السيرة. وقدمت الفنانة المصرية منى زكي خطوة جريئة في دخولها هذا الحقل شديد الحساسية، محاولة إظهار قراءة مختلفة لشخصية الست أم كلثوم من زاوية إنسانية أعمق ظلت ملامحها جزءاً ثابتاً من الوعي الفني العربي حتى اليوم.
وتواجدت «الجزيرة الثقافية» في العرض الأول للفيلم في الرياض، حيث قالت الفنانة المصرية منى زكي: «هذا العمل قريب جداً إلى قلبي، وشرف كبير لي أن أجسّد شخصية بحجم أم كلثوم، فخورة بما قدمناه، وسعادتي أكبر بوجودي مع طاقم عمل يملك حساً فنياً يرتقي لمستوى العالمية، أردنا فيه أن نقترب من أم كلثوم الإنسانة، ومن لحظاتها الهشة والقوية، لا من صورتها الأسطورية وحدها.
والست بالنسبة لي رحلة وجدانية عشتها وأحببت عيشها مع الجمهور».
تنسجم قراءة الشخصيات التاريخية مع ما تشهده الصناعة السينمائية السعودية، من توسع ملحوظ في السنوات الأخيرة، في وقت يفسح فيه هذا التطور المجال للأعمال التي تستعيد رموز الذاكرة العربية برؤى حديثة، تستحضر البعد النفسي والوجداني للشخصيات.
ويجد الفيلم حضوره في المشهد السينمائي برعاية الهيئة العامة للترفيه (GEA)، و»موسم الرياض»، و»صندوق Big Time» للأفلام، ضمن مناخ يسمح بتوسع هذه التجارب وانتقالها إلى خيارات فنية متنوعة، تتقدم السينما فيها بخطوات ثابتة داخل المشهد الثقافي السعودي.