بعد مرور قرابة عشر سنوات من العمل البحثي، والجمع المعلوماتي، عن أدباء المملكة العربية السعودية، أصدر الأديب والباحث السعودي خالد بن أحمد اليوسف كتابه: معجم الأدباء السعوديين، وهو كتاب متخصص بالتراجم والسير للأدباء السعوديين، وقد وضعه ليُعنى بكل أديب له نتاج مطبوع في مجالات الإبداع الأدبي، أو أديب له نتاج منشور في جميع الوسائط المقروءة، ويشهد عليه ما أنتجه والوسط الأدبي والثقافي، وليس له كتاب مطبوع، وكذلك من درس أو كتب أو أرَّخ للأدب السعودي وهو بطبعه الإلمام بالأدب السعودي.
كذلك هو كتاب يترجم لكل الأدباء الذين شهدوا وعاشوا بدايات المملكة العربية السعودية، وهم سعوديون، وتتفق المراجع على ذلك.
وقد أكد اليوسف أنه مشروع وضع مخططه ليكون شاملاً محيطاً لكل الأدباء، ولم يهمل أحداً إلا من رضي بذلك، ويتحمَّل هو مسؤولية عدم وجوده في الكتاب، وهو كتاب قائم متجدد، وسوف يكون متتالي الطباعة والنشر والإصدار بعد الإضافة والتعديل والتنقيح.
صدر هذا المعجم عن مؤسسة الانتشار العربي في بيروت والشارقة، في عام 1447هـ/ 2026م، وجاء في 720 صفحة، مجلدًا تجليدًا فاخرًا، وقد غطى مئة وخمسين سنة، ووصل عدد السير والتراجم إلى 1544 أديبًا وأديبة.
وأكد اليوسف في حديث للجزيرة الثقافية أن بدايات عمله هذا جاءت في عام 1412هـ/1992م، حينما كلف -آنذاك- بتطوير كتاب: دليل الكاتب السعودي، الذي تصدره الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وبعد ثلاث سنوات من العمل الحثيث صدر كتابي: دليل الكتاب والكاتبات، وهو كتاب تراجم وسير للأحياء الذين لهم كيان ووجود في الكتابة الأدبية والثقافية، وذكر اليوسف أنه اعتبر المرجع الأول لكل من يبحث في هذا المجال، وبعده بخمس عشرة سنة أصدر كتاب أنطولوجيا القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية، وهو بالإضافة إلى أنه متخصص في القصة القصيرة: نصوص متميزة، هناك السير والترجمة الجديدة والمركزة عن كل كاتب مشارك.
وبعد اطلاع على عشرات الكتب التي صدرت في هذا المجال، وجد ضرورة أن يضع معجماً شاملاً لكل الأدباء السعوديين، لأن بعضها خاص بأدباء منطقة واحدة، وجاء فيها المجاملة وعدم التوازن في الترجمة، وهناك من أهمل الكثير والكثير من الأدباء، وهناك من تخصص في مجال أدبي معين، ومن هنا سعى لوضع هذا المعجم منذ عام 1435هـ/ 2014م.
أما عن تفاصيل هذا المعجم فقد قال: كونت قاعدة لهذا المعجم، أن يكون متوازناً، منصفاً، لا يحمل أي كلمة إطراء أو مدح أو ثناء، لا تفاضل فيه ورفع شخصية دون شخصية أخرى، الكل في مرتبة واحدة هي الأدب، ولهذا تم ترتيبه هجائياً باسم العائلة الأصلي، وهناك مدخل آخر باسم الشهرة، وفرضت على كل مشارك أن تكون معلوماته هي الآتية:
الاسم الرباعي، اسم الشهرة، مكان الميلاد وتاريخه، آخر شهادة علمية يرغب في ذكرها وتخصصها ومن أي جامعة وتاريخ التخرّج، وصف الأديب وصفاته الأدبية وبعض نشاطه البارز في حدود أربعة أسطر، ذكر ستة كتب من مؤلفاته لمن تزيد عن ذلك مع ذكر نوعها وتاريخ الصدور، هذه هي المعلومات المهمة بصفته الأدبية، وهي لا تتجاوز لكل شخصية سبعين كلمة، وربما تزيد عند بعض الشخصيات التي لا يمكن تجاهل معلوماتها المهمة.
وفي مسيرة العمل تحدث اليوسف عن معاناته فقال: هناك مئات الأدباء الذين لهم إصدارات أدبية، وليس لهم اهتمام بوضع سيرة لهم في كتبهم أو في أي مكان مرجعي عنهم، وهم من أرهقت منهم، ومن التواصل معهم، أو مع معلوماتهم الغائبة، ولهذا مع البحث بدأت أجمع معلومة معلومة وأدونها حتى تكتمل وتتكون سيرهم الكاملة. لكن بدأت تبرز لي الحالات المرضية لدى فئة قليلة وهي الإحباط، والانتقاص من أهمية هذا الكتاب! بل كيف تُطلق عليه كلمة معجم وهي كبيرة عليه؟ بل هناك أسئلة من أنت لتضع كتاباً كاملاً عن أدباء المملكة العربية السعودية؟ وهي ليست غريبة فقد مررت بها في جميع كتبي المرجعية السابقة، ولم ولن ألتفت إليها مهما كانت، وسوف أواصل بحول الله حتى يرى الكتاب النور.
وحول التفاصيل للكتاب قال: يتكون هذا المعجم من مقدمة تفصيلية، فيها جميع المعلومات المتعلقة بمحتواه، وتاريخ كتب التراجم والسير لدينا، ومسيرتي معه، ثم كشاف الأسماء للأدباء والأديبات، وقد وضع الكشاف بحسب اسم الشهرة وأمام كل اسم الرقم التسلسلي لكي يتم الوصول إليه بيسر وسهولة، ثم السير والتراجم، ثم المراجع والمصادر، علمًا أني لم أترك كتابًا أدبيًا سعوديًا إلا ورجعت إليه، والصحافة بكل أنواعها، بخلاف الاتصال المباشر مع الأدباء، وقد تجاوز عدد المراجع مئة كتاب علمي، بخلاف الأعمال الإبداعية التي تجاوزت ثمانية آلاف كتاب قصصي وروائي وشعري ومسرحي.