في رثاء نَديِّ الراحة والروح، طيِّبِ السيرة والسريرة ابن العمّ الغالي أبي فيصل فهد بن إبراهيم العبودي الشريف، الذي وافته المنيَّة بعد معاناة من المرض يوم الخميس 13 / 6 / 1447هـ، رحمه الله، وغفر له، ورضي عنه وأرضاه، ورأبَ صدع قلوبنا!
من وقدة الحزن يجري دمعُ آماقي
ما دمعُها الثرُّ إلا قيحُ أعماقي
الحزن يصهر أحشائي فتقطر في
دمعٍ على صفحتَيْ خَدَّيَّ مُهْراقِ
والحزن يقتل إن لم تُجْرِهِ مُقَلٌ
أو لم يَسِلْ قلمٌ منه بأوراقِ
أَذري عليك دموعي وهْيَ غاليةٌ
ما أدمعُ الحرِّ إلا محْضُ أعلاقِ
ليست تُراق على الأرذال منزلةً
بيني وبين دموعي عهدُ ميثاقِ
يا ناظمًا بحريرٍ من شمائلِهِ
شمْلَ العشيرة عِقْدًا جِدّ برَّاقِ!
وظَلْتَ تبني جسورَ الوصل في دأبٍ
حينًا وتنفق فيها خيرَ إنفاقِ
كم راقنا حين نلقى بعضنا صِلةً
في العيد شهْدُ الوصالِ العذْبِ يا ساقي!
به أعزّي السجايا الغُرَّ، حين قضى
شاطرْنَنا.. كلُّنا من فقْدِهِ لاقِ!
كما أعزّي به الأبرارَ إنهمُ
ذوو وشائجَ من دينٍ وأخلاقِ
آهٍ أبا فيصلٍ! والآهُ ما برحتْ
مذ مسّكَ الداءُ تَفريني بإحراقِ
وكنت أُشفِقُ أن تُنعى.. ويُفزِعني
أيُّ امرئٍ هاتفٍ من فَرْط إشفاقي
من يخشَ نعْيَ حبيبٍ مَسّهُ سقمٌ
مُضْنٍ يُفزِّعْهُ صوتًا خفْقُ خفَّاقِ
يا أيها الراحل الباقي، وأيُّ جوًى
يُذكي القلوبَ بنأي الراحل الباقي؟!
أعزِزْ علينا بأن ينأى! وها هو ذا
على النوى طيَّ أحشاءٍ وأحداقِ!
وكيف يهرب من أطياف من رحلوا
وانٍ توافيه في صحوٍ وإطراقِ؟!
ما لي سوى الصبر من راقٍ يُطبّبني
وهل سوى الصبر للمحزون من راقِ؟!
نَمْ يابنَ عمّيَ في مثواك مغتبطًا
بسيرةٍ لك فينا ذاتِ إشراقِ
وانعمْ جوارَ الكريم البَرِّ في رغدٍ
يهمي عليك الرضا منه بإغداقِ
** **
- فهد بن علي العبودي