ما لي أفرُّ منَ الحنينِ وترتدي
كلُّ الملامحِ بي، وتُدني موعدي؟
أمضي وأقذفُ خلفَ ظهري خافقي
فتعودُ بي الذِّكرى وتطرقُ مقعدي
يا ليتني أنسى، ولكنّ الأسى
يبني من الأشواكِ جرحًا في غَدِي
كلُّ التفاصيلِ التي قد أنكرَتْ
وجهي، تعودُ لتستبيحَ توجُّدِي
إنّي تعبتُ، فهل ألوذُ بدمعةٍ؟
أم في المفرِّ هوىً يُعيدُ تجدُّدي؟
يا ليلُ كم أُخفي بقلبي رعشةً
ويُفاجئُ التاريخُ رجعَ تنهُّدي
يمضي بيَ الزمنُ الكسيرُ كأنّهُ
طيفٌ يمدُّ على الدروبِ تولُّدي
أبني جدارَ الصمتِ حولَ مشاعري
فتُعيدُني الذكرى لأوَّلِ معهدِ
وأقولُ لا… وأُغمضُ القلبَ الذي
ما عادَ يعرفُ كيف يُخفي مقصدي
فإذا الهوى، فإذا الحنينُ، إذاً أنا
أمشي إلى وجعي، وأسكنُ مرصدي
ما زلتُ أمشي والحنينُ دليلُهُ
قلبي، وإنْ ضلَّ الطريقَ سيهتدي
لكنّني، رغمَ التحدي، هامةٌ
أهفو إلى ضوءٍ يُطلُّ بمولدي
فإذا تنامى الوخزُ وامتدَّ الأسى
تبقى القصيدةُ مرفأي أو موقدي
** **
مُنى بنت محمد الحجيلي - بنت العقيق المدينة المنورة