سأتحدث في هذا المقال عن ثلوثية أحمد التويجري في بريدة التي لم يقتصر دورها على نقل الثقافة والمعرفة فقط، بل تعددت إلى التأثير المباشر من خلال تقديم أعمال لها عمقها في خدمة المجتمع.
تأسست ثلوثية أحمد التويجري عام 2016م، وجاءت بفكرة من مؤسسها لتكون أحد المحركات الثقافية في المملكة، من خلال استضافتها للرموز والاختيار الدقيق للمواضيع المطروحة، حتى باتت مصدراً من مصادر الفكرة والمعلومات التي تخرج من محدودية الإطار الضيق إلى نطاق أوسع يحمل هم الوطن.
الثلوثية تحمل الصفة الرسمية تحت إشراف وزارة الثقافة
ومن اللافت لمن يزور حساب الثلوثية على منصات التواصل YouTube الذي تم فيه توثيق الأمسيات التي عقدت، وجاءت مواضيعها متنوعة، وطنية وتاريخية وصحية وأدبية، والسير الذاتية، طرح متنوع في كافة الأمور الحياتية وتلمس الاحتياجات المختلفة.
ومن المهم أن أشير إلى أن مؤسس هذه الثلوثية أحمد بن عبد الله التويجري يقف على الحياد، ولا يتدخل في اختيار الضيوف أو المواضيع ويترك الحرية للجنة مختصة بهذا الشأن، ويقتصر دوره على تقديم المشورة والرأي.
وقد عرف عنه مسؤوليته الاجتماعية والأخلاقية الذاتية وسعيه لتحقيق التوافق الاجتماعي والتكامل، وتبنيه أهمية الحوار في تقريب المفاهيم.
هذه الثلوثية التي أتوقع أن يمتد دورها وأثرها إلى أجيال أخرى إن شاء الله، نظرًا لتكوينها المؤسسي، والإيجابية التي تصنع الفرق لتظل منارة لها دورها المهم في رفد هذا الحراك الكبير في مشهدنا الثقافي.
وقد كان لي شرف حضور الأمسية الأخيرة التي أقامتها الثلوثية، وتحدثت فيها سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد آل سعود عن «تمكين المرأة» التي شهدت حضوراً كبيراً من الجنسين .
وفي نهاية الأمسية يتجسد التكامل والتلاحم في إتاحة الفرصة لتدشين تطبيق خاص بالطلاب في القدرات والتحصيل، من قبل سموها ومبادرة من الأستاذ أحمد الذي زاد من وهج تلك اللحظة الإنسانية بإعلانه مبادرة أن التسجيل خلال أسبوع بالمجان.
وقد تجاوز العدد في نهاية الأسبوع إلى أكثر من 25,000 طالب وطالبة من كافة أنحاء المملكة، لحظة تشعرك بلذة العطاء، لفكرة تجاوزت محدودية الاستفادة لتصل إلى أبعد مدى بروح طيبة.
وقد قامت الثلوثية بهذا الدور الاستراتيجي لدعم المشهد الاجتماعي من كافة نواحيه، الذي لم يقتصر على إطلاق برنامج بل تعدى إلى عقد شراكات مع مؤسسات ثقافية واجتماعية، لعل آخرها الشراكة مع بيت الثقافة ببريدة.
وقبل النقطة الأخيرة عندما نشيد بمثل هذه الصروح الثقافية المميزة تأتي هذه الإشادة صدى لتميزها في العطاء غير المحدود.
وتقف ثلوثية أحمد التويجري في الصفوف الأولى، لعملها المؤسسي المتكامل واحتراف فريقها المميز بقيادة المؤسس المتطلع للأفضل دائمًا.
** **
- فاطمة عبد الله الدوسري
ruralgirl.2020@gmail.com