اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، وهو الخامس والتسعون يوم مجيد وذكرى غالية على قلوب المواطنين، إنها ذكرى توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - والذي يوافق 23 من شهر سبتمبر من كل عام - إنها ذكرى كفاح وجهاد استطاع من خلالهما تحقيق ملحمة بطولية في توحيد هذه البلاد المباركة في زمن قياسي بحساب أعمار الشعوب والأمم تحت راية التوحيد ونهج مستمد من القرآن الكريم وسنة النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم.
إن هذه الاحتفالية السنوية تحكي عن مسيرة المؤسس الباني الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - إن البلاد في السابق كان يعمها جوع وجهل وفرقة وشتات، فقد حولها بعون الله وتوفيقه إلى واحة أمن وأمان رافلة برغد العيش الكريم والرفاهية والمكانة المرموقة بين شعوب العالم وجمع قلوب أبناء الوطن على قلب رجل واحد، وأشاع بين شعبه روح المحبة والتسامح.
وقد كانت من أولوياته بناء الإنسان السعودي من تربية وعلم وتأهيل وأن يتسم بالأخلاق الإسلامية والاخلاص في العمل والمثابرة والاعتزاز بالدين والوطن باعتبار الشباب هم عماد المستقبل وذخر الأمة، فقد سار على نهج المؤسس الباني الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وأسكنه فسيح جناته أبناؤه من بعده، الذين حملوا الراية وساهموا في إكمال مسيرة البناء والتطوير وتنمية الشباب، فالشعب السعودي يحتفل بهذه المناسبة الغالية وتزدان المحافظات والمدن في احتفالات خضراء ومسيرات بالسيارات بالأعلام والزينة، حيث يعبر الشباب عن فرحتهم وتقوم البلديات بالمساهمة بالاحتفالات في المتنزهات والشواطئ حتى الأسواق التجارية تشارك في التعبير عن هذه المناسبة الغالية لإبراز ما قام به موحد هذا الكيان الشامخ منذ تأسيسه للمملكة في إرساء قواعدها المتينة على أساس التوحيد، ولم الشمل وتوحيد الكلمة والقضاء على الفتن واعداد الأجيال تلو الأجيال على أسس تربوية متينة تحميهم وتحصنهم من الأفكار الضالة، ومتابعة وتوثيق ما يتم من فعاليات بهذه المناسبة؛ فالمملكة العربية السعودية، ولله الحمد.. أصبحت تضاهي كبريات حواضر العالم في شتى المجالات، ولها ثقل سياسي واقتصادي وحضور وبروز في المحافل الدولية ومحط أنظار وإعجاب العالم.
ولا يسعني في هذه المناسبة الغالية علينا إلا أن أسأل الله عز وجل أن يحفظ لنا قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأن يحمي وطننا من كل سوء ومكروه، وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والرخاء.. إنه قريب مجيب الدعاء.
** **
- فهد بن محمد بن سلمة