يأتي اليوم الوطني ليؤكد أن مسيرة المملكة لم تتوقف عند لحظة التوحيد، بل تحولت إلى مشروع متواصل للبناء والتنمية. فمنذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وُضعت اللبنات الأولى لدولة حديثة، ومع تعاقب الملوك تعاظمت الإنجازات، حتى وصلنا اليوم إلى عهدٍ استثنائي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث تتجسد قفزة نوعية تُعيد صياغة موقع المملكة عالميًا.
المشاريع العملاقة.. رسائل المستقبل
ما نشهده اليوم ليس مجرد استمرار لمسيرة النمو، بل انتقال إلى اقتصاد متنوع قائم على الابتكار. مشاريع مثل نيوم، ذا لاين، البحر الأحمر والقدية ليست استثمارات عمرانية فحسب، بل نماذج لاقتصاد مستدام يرتكز على المعرفة والطاقة المتجددة، ويجعل المملكة في طليعة الدول التي تصنع المستقبل بدلا من أن تستهلكه.
الذكاء الاصطناعي.. قطاع مستقل ومحرك اقتصادي
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة ضمن مظلة التقنية، بل أصبح قطاعًا مستقلًا ومحركًا رئيسًا لاقتصاديات الدول. المملكة أدركت هذه الحقيقة مبكرًا، فأسست استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي، وأنشأت مراكز بيانات سيادية، وضخت استثمارات ضخمة في الحوسبة والبنية الرقمية، لتضمن أن تُبنى الحلول على أرضها وبمعاييرها.
اليوم نتحدث عن السيادة الرقمية كركيزة للاستقلال الاقتصادي والأمني، وعن الذكاء الاصطناعي كأصل صناعي قائم بذاته، يُسهم في مضاعفة الناتج المحلي ويخلق فرص عمل جديدة للأجيال القادمة.
من المحلية إلى العالمية
بتركيز المملكة على دعم الشركات الناشئة في الذكاء الاصطناعي، تُبنى اليوم منظومة متكاملة تجعل السعودية مركزًا ليس إقليميًا فحسب بل عالميًا لهذا القطاع الحيوي. السياسات الداعمة ورؤية القيادة خلقت بيئة جاذبة تسمح للشركات بأن تنطلق من الرياض إلى العواصم العالمية بثقة واقتدار.
شراكة الدولة والمجتمع
هذه النهضة لا تصنعها الدولة وحدها، بل يشارك فيها أبناء وبنات الوطن الذين يحوّلون الطموحات إلى إنجازات. ومن موقعي كسيدة أعمال سعودية أسست HKB Tech®؟ كشركة سعودية متخصصة في الذكاء الاصطناعي ومبنية منذ يومها الأول على الملكية الفكرية الوطنية، أعايش كيف أن شعار «صُنع في السعودية» لم يعد محصورًا في الصناعات التقليدية، بل أصبح يشمل صناعة الذكاء الاصطناعي نفسه. نحن نعمل على توطين التقنية وبنائها هنا، ثم تصديرها للعالم كمنتجات سعودية تحمل بصمتنا الفكرية والابتكارية، بما يتناغم مع استراتيجية المملكة في تنمية الصادرات وتعزيز مكانتها كمركز عالمي رائد في الذكاء الاصطناعي.
وطن يصنع الغد
اليوم الوطني ليس وقفة للماضي فحسب، بل هو موعد مع المستقبل. من توحيد الأرض إلى توحيد الطموح، ومن الاعتماد على النفط إلى الاستثمار في الذكاء الاصطناعي كقطاع اقتصادي مستقل، تمضي المملكة بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لتكتب فصلًا جديدًا في تاريخها، فصلًا عنوانه: صناعة الذكاء الاصطناعي.
كل عام ووطني بخير..
وكل عام والمملكة تكتب للعالم قصة نهضتها الفريدة..
وكل عام ورايتنا الخضراء تعانق السماء.. فخرًا وكرامة وعزًا خالدًا.
** **
- د. خلود بنت صالح المانع