في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام يتجدد الفخر والاعتزاز في قلوب أبناء المملكة العربية السعودية وهم يحتفلون بذكرى توحيد وطنهم الغالي. هذا اليوم ليس مناسبة وطنية عابرة بل هي تجسيد لملحمة تاريخية عظيمة قادها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي استطاع بفضل إيمانه ورؤيته الثاقبة أن يجمع شتات الجزيرة العربية تحت راية واحدة.
ومع الذكرى الخامسة والتسعين لتوحيد المملكة تتجدد معاني الوحدة والنماء، وتتجسد في مسيرة تنموية شاملة انطلقت من عهد المؤسس وتواصلت في عهود أبنائه البررة الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله - رحمهم الله - وصولاً إلى هذا العهد الزاهي تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -.
بدأت المملكة بعد التأسيس في مسيرة تنموية متسارعة، شهدت طفرة اقتصادية هائلة بفضل اكتشاف النفط الذي حولها إلى قوة اقتصادية عالمية، ولم يقتصر التطور على الجانب الاقتصادي بل شمل التعليم والصحة والقطاع العسكري والبنية التحتية، حيث تم بناء المدارس والجامعات والمستشفيات وشق الطرق والجسور وتأسيس المدن الحديثة.
ومع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مقاليد الحكم وولي عهده الأمير محمد بن سلمان انطلقت المملكة في مرحلة جديدة من التطور والتحول الشامل تجسدت في رؤية المملكة 2030 . هذه الرؤية الطموحة لم تكن خطة اقتصادية فحسب بل خريطة طريق لمستقبل المملكة تستهدف تنويع مصادر الدخل وتمكين المرأة والاستثمار في الطاقات الشابة وتعزيز مكانة المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقد تحقق في ظل الرؤية الكثير من المشاريع الضخمة مثل مدينة نيوم المستقبلية ومشروع البحر الأحمر ومدينة القدية الترفيهية، وإحداث إصلاحات اقتصادية واسعة مثل طرح جزء من أسهم أرامكو السعودية للاكتتاب العام، وتأسيس صندوق الاستثمارات العامة ليصبح من أكبر الصناديق السيادية في العالم، وتم تطوير قطاعات مثل السياحة والترفيه لتنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة، وتم شق حملات واسعة لمكافحة الفساد مما عزز من الشفافية ورفع كفاءة الأداء الحكومي وساهم في استعادة مئات المليارات لحزينة الدولة.
حفظ الله المملكة حكومة وشعباً وأدام نموها بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بمزيد من التقدم والنماء والرخاء.
** **
- الشيخ أحمد بن نايف الفيصل الجربا