في اليوم الوطني الخامس والتسعين، وتحت شعار «عزّنا بطبعنا»، يحتفل الشعب السعودي بمناسبةٍ غالية تُجسد التلاحم بين الأجيال، وتُعبر عن نهضة أمةٍ رسم خارطتها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -، وأكملها من بعده أبناؤه البررة، حتى غدت المملكة اليوم تحلّق في سماء العالمية، مزاحمةً دول العالم الأول نحو الريادة والتفوق والمكانة التي تستحقها.
لقد شهدت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، نقلة نوعية في القطاع الصحي، كمًا وكيفًا، على كافة المستويات الوقائية والعلاجية والتشخيصية والتأهيلية. ويأتي ذلك ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى إعادة هيكلة القطاع الصحي ليكون نظامًا شاملًا وفعالًا، يقوم على صحة الفرد والمجتمع.
وعلى صعيد العمل الخيري، تُعد المملكة من الدول المعطاء عالميًا، حيث صنّفت الثالثة عالميًا في تقديم المساعدات الإنسانية، والأولى عربيًا، وهو ما يعكس قيم العطاء المتجذرة في هذا الوطن الكريم. كما أولت القيادة الرشيدة اهتمامًا كبيرًا بالقطاع غير الربحي، واضعةً إياه ضمن أولوياتها في رؤية 2030، بهدف تعزيز التنمية المستدامة ورفع مساهمته في الناتج المحلي من أقل من 1 % إلى 5 %.
وفي هذا السياق، تبرز جمعية عناية الصحية كنموذج وطني مشرف في العمل الصحي الإنساني، إذ تهتم بالجانب العلاجي والوقائي للمواطنين والمقيمين، وتُنفذ برامجها بأساليب مبتكرة، مستلهمةً رؤية المملكة 2030 في التخطيط والتنفيذ والمتابعة، وتمكنت منذ تأسيسها 2007 حتى عام 2024م، من تقديم خدماتها الصحية لأكثر من مليون مستفيد، بقيمة اقتصادية تجاوزت 880 مليون ريال، وحصدت 19 جائزة محلية وعالمية، ونالت ثقة الدولة ممثلةً في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لتغدو رافدًا وطنيًا بارزًا في العمل الصحي الإنساني.
كما نظّمت الجمعية العديد من الورش والدورات التدريبية التي تسهم في تطوير القطاع غير الربحي، مثل الاستدامة المالية، والأثر الاجتماعي، والتخطيط الإستراتيجي، والتميز المؤسسي، وتقارير الحوكمة. وقدمت دراسات علمية محكّمة بمنهجية «التكلفة والعائد»، لقياس كفاءة الإدارات والموظفين بأسلوب علمي دقيق، إلى جانب دراسات حول أثر الجودة والتميز في تطوير الجمعيات الأهلية بالمملكة.
إن جمعية عناية الصحية، بما تحققه من إنجازات نوعية، تُجسد شعار اليوم الوطني «عزّنا بطبعنا» واقعًا ملموسًا في خدمة الإنسان وصون كرامته، وتُعبر عن روح العطاء السعودي الأصيل، الذي لا يعرف الحدود.
** **
د. سلمان بن عبد الله المطيري - الأمين العام لجمعية عناية الصحية