في هذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوبنا؛ ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية 95، والتي تحمل شعارات برَّاقة تنعكس صدقاً على السمات التي تغلب على الشخصية السعودية، بدت لنا عبارات حقيقية (فعزنا بطموحنا) لأنها مجسدة لتوجيهات الله عزَّ شأنه في قوله تعالى {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} سورة النجم آية 39 .
فقيمة الإنسان بما يحسن ويتطلع ويطمح؛ ساعياً لتجويد حياته ومن حوله في جميع جوانبها؛ بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والحياة الكريمة لشعبها من مواطنين ومقيمين، والشعوب الأخرى من حولها.
وعندما نقول (عزّنا بكرمنا) فقيمة الإنسان بما يقدِّم ويُوثر على نفسه من خير وعطاء بإكرام الضيف ومساعدة المحتاج وإيواء الضعيف ويشد على يده بالحق.
(عزّنا بطبعنا)، حيث تُرسِّخ المملكة ثقافة التسامح ونبذ الكراهية وتعزِّز الوسطية والاعتدال وقبول الآخر كجزء أصيل من ثقافتها ونسيجها المجتمعي؛ بما يحقق الانفتاح على الثقافات الأخرى وتبادل الانسجام وتحقيق المصالح بينهم.
كل ذلك بلا شك رؤية ثاقبة زُرعت جذورها بقيم منبعها الإسلام والوطنية والإنسانية؛ فنحن اليوم أمام شعب قوي بكل فخر كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا، رغم اختلاف الإرث المجتمعي والعادات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب في شبه الجزيرة العربية التي توحَّدت بفضل الله ثم بفضل الأكارم والأبطال الطموحين بقيادة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بحنكته وحكمته، حيث أمضى 32 عامًا في كفاحه لتوحيد المناطق المتفرِّقة في شبه الجزيرة العربية، إلى أن صدر المرسوم الملكي في 23 سبتمبر 1932م، حيث أعلن قيام المملكة العربية السعودية مُحققًا بذلك عهدًا جديدًا من الأمن والاستقرار، وليواصل الجهود في برامج التنمية والازدهار من أتى من بعده من أبنائه إلى يومنا هذا في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله.
واستشهد بمقولة ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله- في تشبيه همة الشعب السعودي بالجبال الراسية، حيث قال: «همّة الشعب السعودي مثل جبل طويق.. لن تنكسر حتى يتساوى هذا الجبل مع الأرض».
وعلى ذلك كان حقاً علينا أن نغرس في أذهاننا وأذهان أبنائنا الذين هم جيل المستقبل بأننا سعوديون يجمعنا المبدأ ونتشارك الرأي فننطلق لتحقيق رؤية عظيمة لمجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح يحتاج منا لأن نبذل من أجله الغالي والنفيس! حفاظاً على هويتنا وقيمنا وتحقيقاً لرؤية 2030 .
حفظ الله وطننا المملكة العربية السعودية وحفظ حكومتها وشعبها وأمنها وأمانها وأغدق عليها الوهاب من نعمه الكريمة وجعل راية الإسلام خفَّاقة دوماً وأبداً.
** **
- د. ابتسام بنت عبدالله بن هديان