يطيب لي في مثل هذه المناسبة يوم العز والفخر - يومنا الوطني - أن أكتب عن هذا الوطن.. مع أن مقالا أو حتى مقالات محدودة الكلمات والجمل لا تكفي ولا تشفي بل لا تغطي شيئا مما أنجز على ثرى هذا الكيان الذي أسسه الأجداد في مرحلته الأولى والثانية منذ أكثر من ثلاثة عقود..
ثم جاءت المرحلة الثالثة وبدأت بما أتيح في ذلك الزمان، لكن طموح المؤسس ومن معه من رجاله يفوق واقع ذلك الزمان.. وقد شهد بذلك من عاصروا ذلك الزمان وعاشوا مرحلة التأسيس وسطروا لنا ذلك، من كان منهم من ابناء هذه الأرض أو ممن التقوا بالمؤسس من الرحالة أو المؤرخين من دول غربية -المستشرقين- الذين أتى البعض منهم لدراسة جزيرة العرب أو للاطلاع على من سمعوا عنه -الملك عبدالعزيز «رحمه الله»- وما أنجز في أرض تفتقر في ذلك الزمان إلى أبسط مقومات الحياة، فكتبوا ووثقوا وصوروا ما شاهدوه وسمعوه ووصل إلينا الكثير منه، ومما قالوه عنه بل أكدوه أن الملك المؤسس -رحمه الله- سبق زمانه بمراحل.
مع العلم أن تاريخ هذا المؤسس العظيم وبناءه للدولة السعودية الثالثة هناك تقصير في كتابة ذلك التاريخ العظيم، وخاصة في جوانب تصحيح العقيدة الدينية والتعليم والقضاء والصحة وأمور اجتماعية وإنسانية.. مثل توطين البادية وصرف المعونات والأرزاق وإيصال المياه لهم ولمزارعهم وأماكن رعيهم، وبسط الأمن بينهم.
وفي هذه العهد الميمون لبلادنا.. عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده سمو الأمير محمد -حفظهم الله-.. العهد الزاهر الذي أشاد به من في الخارج.. فكيف بمن يزورنها أو يعيش فيها من المواطنين والوافدين -المقيمين- فالحديث عنه يطول ولا يوفيه شيئا من حقه حيث نعيش حصاد نهضة حضارية غير مسبوقة من الأنظمة والمشاريع العملاقة في جميع مجالات الحياة على مستوي مناطقها -الثلاثة عشر- جاءت ضمن الرؤية المباركة 2030.. والقادم منها أجمل.
هذه الرؤية التي عند الإعلان عنها في وسائل الإعلام المختلفة -أخباراً ومؤتمرات صحفية- وشرح عن تفاصيلها وما سيتم من إنجازات فيها.. شكك المشككون وأرجف المرجفون وسخر الكارهون -كعادتهم- وأخرجوا ما في نفوسهم المريضة، لكن الله رد كيدهم إليهم وأصبحوا ينظرون من طرف خفي لكل ما يصدر من أنظمة وتوجيهات ويقام من منجزات في طول البلاد وعرضها.
أما عن الجهود في المجال السياسي فجهد سمو ولي العهد -حفظه الله- ووزير الخارجية.. مثل الشمس في رابعة النهار، بتوجيهات من والد الجميع الملك سلمان.. هذه الجهود الخيرة النزيهة والتي سوف اقتصر فيها بالذكر فقط -دون تفاصيل- على ما يتم هذه الأيام من جهود جبارة خيرة ومتواصلة في جميع مناطق الصراع المختلفة.. وخاصة في القضية التي تعتبرها المملكة قضيتها الأولى «فلسطين» ثم في مناطق أخرى كثيرة منها سوريا، وروسيا وأوكرانيا.
هذا غيض من فيض وقليل من كثير عن وطني.. في يومنا الوطني.. والذي نفخر ونفاخر به وبقيادته الراشدة وشعبه المخلص لوطنه وقيادته.. «حفظ الله عز وجل» الجميع وعاد إلينا هذا اليوم ونحن من حسن إلى أحسن بإذنه تعالى.
** **
- عبدالله الخطابي