ما أجمل أن تُشرق على بلادنا السعوديّة العظمى ويتألّق في سمائها بدر المودّة، وتتناغم فيها الأفراح فخراً ومحبة؛ احتفاء واعتزازاً بذكرى مناسبتين وطنيتين مجيدتين غاليتين في الأعماق وساميتين في الآفاق (الذكرى الخامسة والتسعون) لليوم الوطنيّ في سعوديّـتنا الغالية مشرق النور ومنبع الخير والهناء، و(الذكرى الحادية عشرة) لمبايعة سيّدي مليكنا الجليل سلمان الحزم والعزم والوفاء؛ نعم ولله الحمد وجزيل الثناء؛ ستحتفل بلادنا المجيدة سعوديّة العزّ والعطاء في جميع مدنها وقراها وبكلّ محبّة وإخلاص وولاء من مواطنيها ومواطناتها وجميع أحبّـتها المخلصين من العرب والمسلمين خلال هذه الأيّام المباركة بالذكرى الغالية لكلّ من هاتين المناسبتين السّاميتين بمشاعر إسلاميّة صادقة وقلوب وفيّة لربّها شاكرة بأن قيّض سبحانه وتعالى لبلاد الحرمين الشريفين المباركة مشرق الهداية الإسلامية العظيمة، ولجميع مناطق بلادنا الكريمة هذه القيادة السعوديّة السّامية منذ عهد جلالة القائد المؤسِّس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل (طيب الله ثراه) الذي قام بتوحيد هذا الكيان الكبير أرضاً ووطناً وشعباً ومسيرة وهدفاً فأصبحنا نسير على خطى آبائنا وأجدادنا بفضل الله عزّ وجلّ ثم بفضل جلالة القائد المؤسِّس وأبنائه الميامين الذين حملوا راية القيادة والرعاية من بعده الملوك الأشاوس الأجلاّء (سعود ثمّ فيصل ثمّ خالد ثمّ فهد ثمّ عبدالله) تغمَّدهم الله جميعاً بواسع رحمته ومغفرته وأسكنهم تعالى الفردوس الأعلى من جنّته، ثمّ حمل راية القيادة والرعاية من بعدهم سيّدي الجليل سلمان العزم والعطاء لوطنه وأمته الذي كان (أدام الله عزّه وأطال عمره على رضائه وطاعته) مشاركا بكلّ إخلاص وعظيم وفاء لإخوانه الميامين الملوك الأجلاّء مذ كان أميراً لمنطقة الرياض طيلة أكثر من خمسة عقود؛ قدوة إنجازٍ واهتمامٍ، ومثلاً أعلى للكثيرين من أصحاب السموّ أمراء مناطق المملكة حرصاً ودقّة وتفانياً في إحقاق الحق وردع الظلم وإنفاذ سياسة الحكم، وقدوة إخلاص في الاهتمام بشؤون المواطنين واستقبالهم وحلول مشاكلهم بأدقِّ متابعة أخويّة نظاميّة للمراجعين من المواطنين والمقيمين، وبأصدق رعاية أبويّة وتربويّة لمن يحتاج من الطلاّب والشباب إلى الدعم والرعاية من مقام الإمارة، وكان سيّدي سلمان العزم والوفاء (حفظه الله وجزاه بخير الجزاء) حريصاً بكلّ تواضع ومودّة ووفاء على مشاركة مواطنيهفي السـرّاء والضرّاء والقيام بواجب الأخوَّة الإسلاميّة لهم في مناسبة ابتهاج أو عزاء؛ أخاً وسنداً لشيوخهم وأباً موجّهاً لشبابهم رغم التزامه بمهامّه الرسميّة العديدة واهتماماته الوطنيّة المجيدة في كثير من المجالات الاجتماعيّة الخيريّة والثقافيّة والتربويّة.. نعم أيها القرّاء الأعزّاء سيّسجّل تاريخ مسيرة بلادنا المباركة بأحرف من نور لأجيالها القادمة إن شاء الله هذه الخصال الحميدة والرعاية الحانية المجيدة التي ازدانت بها المسيرة المضيئة المباركة لملوكنا الأبرار وأمرائنا الأخيار من أسرة آل سعود الكريمة السامية ومدى تأثيرها البنّاء في تقوية أواصر الأخّوة والتعاون والإخلاص والترابط الاجتماعيّ بين مواطنيهم بمختلف فئاتهم العمليّة وتخصّصاتهم العلميّة، ويسعدني في سياق هذا المقال أن أعيد إنشاد هذه الأبيات المختارة من قصيدة بعنوان (وجب الحقّ) سبق أن وفقني الله لكتابتها ونشرها في صحيفة الجزيرة الغرّاء بتاريخ 26-09-2009م في إحدى المناسبات الوطنية لسعوديّـتنا الغالية.
أرضنـا كلّها منابع خـير
سوف تبقى المنار مـجداً وسؤدد
قـبلة المسـلمـين في كلّ أرضٍ
مَـشرِقٌ للسـنـاء معطاءة اليد
صـانها مصحـف وسيـف صـقيل
بيـدي حازم عـظيم وفرقد
ذاك (عبدالعزيـز) إشراق خـيـر
مـن رياض الهناء للمـجـد جَـدّد
بعـدما كـانت الحيـاة صراعاً
أصـبـح الشمـل بعـد ذاك مُوحَّـد
شرقنـا غـربنا شمـال جنوب
عرف الأمن للـمـسيـرة أيّـد
سار آبـاؤنا بعزم وحبِّ
خلف (عبدالعزيـز) ذاك المُهنَّد
فـبـنى وحدة الكيـان بـفخر
بعـد طُـول الكفـاح والجُهـد والكدّ
حـقَّهـا أن نـصون دوماً حماهـا
بـجلاد وهـمة وتـعهُّد
حـقّهـا أن نـصون دوماً سـناهـا
بضيـاء القـرآن تسمـو وتُحـمـد
إن حـبَّ البلاد دَيـنٌ عظيـم
بـفـعـال الأبـاة حـتمـاً يُسَـدد
سـعـوديّـة المـجد؛ إنـّا بعزم
سـنصون الـعـهـود والله يشهد
رايـة العـزّ والوفاء ستـعلـو
فـوق هـام الـدُّنـا بنصـرٍ مـؤكّد
نعم بإذن الله تعالى ستعلو راية عـزّنا وستسمو مكانة بلادنا حبيبة قلوبنا ونحن جميعاً تحت رعايته عزّ وجلّ وتوفيقه نسير بخطىً ثابتة حثيثة خلف قائد مسيرة الخير والازدهار والعطاء سيّدنا ووالدنا الجليل الملك سلمان بن عبد العزيز رمز الإخلاص والوفاء الذي تشرّفنا جميعاً قبل أحد عشر عاما بمبايعته السامية ملكاً لقلوبنا ولبلادنا الغالية ورائداً لمسيرتها المباركة، وها نحن بكل الحبِّ والامتنان والوفاء نحتفي بالذكرى الحادية عشرة للمبايعة ونؤكّدها بكل إخلاص وولاء وتكريم لمقام سيّدي الكريم خادم الحرمين الشريفين ولصاحب السموّ الملكيّ وليّ عهده الأمين قدوة شباب الوطن الأخيار ورائد رؤية التطوير والازدهار الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (حفظهما الله وأدامها عزّاً وذخراً وفخراً للوطن والمواطنين وللإسلام والمسلمين) ونتشرّف أن نؤكّد قولاً وعملاً بأنّه إذا كان لأيِّ وطن من أوطان العالم حقوقاً على مواطنيه فإنّ علينا لوطننا السعوديّ أضعاف تلك الحقوق حبّاً وإخلاصاً وولاء وخدمة وفخراً وفداء تحت رعاية الله وتوفيقه ثم رعاية وتوجيهات مولاي مليكنا المفدّى سلمان العزم والحزم والوفاء وسيّدي سمو وليّ عهده الأمين رائد رؤية التطوير والازدهار والبناء.. مبتهلين إلى الله العليّ العظيم أن يطيل عمر والدنا ومليكنا الجليل سيّدي خادم الحرمين الشريفين في خير وصحّة وعافية على رضائه وطاعته وأن يديم عزّه وتوفيقه فخراً وخيراً وذخراً للوطن والمواطنين وللإسلام والمسلمين، وأن يعيد تعالى على مقامه السّامي وعلى بلادنا الكريمة وقيادتها الحكيمة هذه الذكرى المجيدة مرّات عديدة بأعوام مديدة وجميعنا وبلادنا الحبيبة (سيّدة الأوطان) في خير وبركة ودوام نصرٍ وعزٍ وأمنٍ وأمان.. كما نسأله عزّ وجلّ أن يتولّى بعنايته ورعايته وحفظه صاحب السمّو الملكيّ وليّ العهد الأمين الوفيّ الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز قدوة شباب الوطن ومواطنيه الأخيار ورائد رؤية ومسيرة البناء والنماء والازدهار، وأن يجعل تعالى في نبيل جهوده واهتمامات ومبادرات سموّه الكريم وجميع مستشاريه ومساعديه من أصحاب السمّو الأمراء والمعالي الوزراء والفضيلة العلماء الخير والبركة والهناء ودوام النصر والعزِّ والتمكين والرفعة والازدهار والإنجاز البنّاء لبلاد الحرمين الشريفين منبع الخير ومشعّ النور والهداية للبشرية جمعاء..
ويشرّفني في مقالتي هذه عن ذكرى اليوم الوطني لسعودّيتنا العظمى وذكرى المبايعة السامية لسيّدي الجليل مليكنا المفدّى أن أختتمها بالأبيات التالية التي وفقني الله لكتابتها في هذه الذكرى المباركة بعنوان.. (الله أكرمنا برمز أولي النُّهى).
حمداً لمن رفع السـماء بناها
وحمى بلادي من شرور عِداها
وأدام خـيراً في بـلادي وارفاً
رغم الجوائـح بالهناء كسـاها
مُذ عهد خير للمؤسِّس مُشرقٍ
بالأمن عمَّ بلادنا وزهاها
وعـهـودِ عِـزٍّ للأشاوس بعدَه
بمسـيرةٍ للمجـد طابَ عطاها
الله ربُّ العرش أكرمنا بها
أضفى علينا فضله وحماها؛
والله أكرمـنا برمز أولي النُّهـى
فسما بـها وبـحـبِّه أرواها
(سـلـمان) روحٌ للـوفاء ورمزُه
بالحزم والعـزم الأكيـد حواها
وعلى خُطاه ونهجهِ بمحبّةٍ
شبل الأُسود (مـحمّـدٌ) أولاها
شهـمٌ وفيٌّ للمعـالي عاشقٌ
في رؤيـةٍ وضّاءةٍ بـسنـاها
حرٌّ أبيٌّ مثـل طودٍ شـامخٍ؛
وجهودُه لبلاده أهـداهـا
لا يستكين عن العطاء لشعبه
في كلِّ يـومٍ هـمةٌ يرعـاها
يا ربّ احفظ للبلاد مليكَها
ووليَّ عهـدٍ مخلصٍ يهواها
** **
موسى بن محمد السليم - عضو مجلس الشورى سابقاً