يطل علينا اليوم الوطني ليجدد في النفوس معاني الولاء والانتماء، ويخلّد ذكرى تاريخية عظيمة، تحمل في طياتها معاني الوحدة والتأسيس، وتؤكد على مسيرة وطنّ صنع مجده بالعزيمة والإصرار، غير أنّ لهذه المناسبة في عيون الشباب بعدًا خاصًا، ينعكس على رؤيتهم للمستقبل، وعلى ما يحملونه من طموحات وأحلام تتجاوز حدود الواقع إلى آفاق الإنجاز والإبداع.
يمثل الشباب اليوم الركيزة الأهم في مسيرة التنمية، بما يحملونه من طاقات متجددة، حيث يمثلون النسبة الأكبر في المجتمع، وعليهم تُعقد الآمال لتحقيق تطلعات الوطن الطموح في ظل رؤية السعودية 2030، ومن هنا يترجم حب الوطن إلى سلوك عملي من خلال الإسهام في بناء اقتصاده، وخدمة مجتمعه، والدفاع عن مكتسباته؛ وبناء على ذلك يغدو الوطن في نظرهم مسؤوليةً مشتركة، وعهدًا يتطلب العمل المخلص والتفاني الدائم.
ويتصل الماضي بالحاضر في عيون الشباب عبر خيوط العزيمة والإرادة، وبذلك يمثل يوم الوطن مناسبة لاستحضار قيم الوحدة والثبات، وانعكاسًا لوعي الشباب العميق بأن حب الوطن لا يُترجم بالكلمات فحسب، بل بالالتزام العملي بقيم المواطن، ويمثل في حد ذاته منصة لإبراز طاقاتهم في مجالات العلم والمعرفة والابتكار، كما يُشكل فرصة لإبراز أن المملكة ليست مجرد وطن يعيشون به، بل هو هوية راسخة ومستقبل يشاركون في صياغته، وبعين الجيل الجديد لا يُنظر إلى اليوم الوطني باعتباره مجرد احتفال تقليدي، بل كمساحة لتجديد العهد مع الوطن، وفرصة للتعبير عن الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية، ولهذا فهو يمثل حدثاً يربط بين الماضي المجيد بالحاضر المزدهر، ويترجم قيم الوحدة والولاء إلى مشاريع ورؤى تدّعم نهضة البلاد، ونتيجة لهذا المعنى يتحول اليوم الوطني إلى محفّز يدفعهم لإبراز طاقاتهم، وإيمانهم بقدرتهم على الإسهام في بناء وطنّ يحتل قيمة عالمية، ومن ثم يعزز هذا اليوم لديهم الشعور بالمسؤولية الاجتماعية؛ إذ تتجلى قيم التطوع والمبادرات الشبابية في خدمة المجتمع، ومن هنا يتبلور لنا صورة وطن ينبض بالحياة، يقوده شبابً شغوف بطموح لا يعرف الحدود، (يوم الوطن) من رؤية الشباب ليس فقط احتفاءً بيوم مضى، بل هو وعدّ بمستقبل يصنعه الإصرار، ويكتبه جيل يحمل راية التوحيد بكل اعتزاز.
** **
- عبير الرشيدي