يُعد اليوم الوطني السعودي مناسبة وطنية مهمة لتعزيز الوعي بذكرى تأسيس الدولة وتوحيدها، ففي الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1932م، أعلن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- توحيد البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية، ويمثل هذا اليوم وقفة تاريخية نستعيد من خلالها الجهود الجبارة التي بذلها الملك المؤسس في بناء الدولة، إذ تمكن من توحيد مناطق شاسعة ومجتمعات متعددة تحت نظام إداري موحَّد، محافظاً في ذات الوقت على خصوصية المجتمع السعودي وهويته الثقافية ومن هنا، فإن الاحتفاء باليوم الوطني لا يقتصر على مجرد تذكُر التاريخ، بل يتجاوز ذلك إلى تعزيز الفخر بالإنجازات، وترسيخ حضور المملكة ومكانتها على المستويين الإقليمي والدولي.
وتنعكس هوية المملكة في رموزها الوطنية، التي تُجسِّد القيم الدينية والوطنية العميقة فعلى سبيل المثال يُعدّ العلَم السعودي، الذي يحمل شهادة التوحيد والسيف، رمزاً واضحاً للعقيدة والعدالة، وكذلك النشيد الوطني، الذي تم اعتماده رسمياً في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بتاريخ 1 يوليو 1984م، بعد أن وُضعت أُسسه في عهد الملك خالد -رحمه الله-، فهو يعبر عن الفخر والانتماء، ويعزز من روح الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب السعودي.
كما تسهم الشخصيات التاريخية الوطنية في بناء الذاكرة التاريخية عن المملكة العربية السعودية، وترسيخ مفاهيم الولاء والانتماء في نفوس الأجيال القادمة، وفي ضوء ذلك أصبح اليوم الوطني مناسبة لإحياء هذه الرموز واستلهام معانيها.
ولا تنفصل الهوية الوطنية عن التراث الثقافي والاجتماعي، إذ تُعدّ الاحتفالات باليوم الوطني فرصة ثمينة لإبراز هذا التراث الغني من خلال المهرجانات الثقافية والفنية ، والعروض التراثية، والمبادرات المجتمعية، والمشاريع التنموية كذلك الأنشطة التعليمية التي تعمل على غرس معاني الفخر والانتماء في نفوس السعوديين، وفي عصرنا الحديث شهدت مظاهر الاحتفاء باليوم الوطني تنوعاً لافتاً يعكس حجم الإنجازات الوطنية كما باتت وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي، أدواتٍ فاعلة في نقل هذه الاحتفالات وإيصال رسائلها إلى كافة فئات المجتمع، مضيفةً بعداً تفاعلياً يواكب عصرنا الحالي.
إن اليوم الوطني السعودي ليس مجرد ذكرى سنوية يحتفل بها، بل هو رسالة متجددة تؤكد وحدة الصف، واعتزاز أبناء الوطن بهويتهم، ودعوة صادقة للمشاركة في البناء والنهضة حتى تتكاتف فيها الجهود نحو مستقبل أكثر إشراقاً لوطنٍ يستحق الفخر والانتماء.
** **
- حنين بنت سعيدان السبيعي