أجرى الحوار - عوض مانع القحطاني/ تصوير - عبدالله مسعود:
هنأ السفير الياباني لدى المملكة السيد/ يا سو ناري مورينو المملكة العربية السعودية بيومها الوطني، ويشرفني أن أتقدم بأحر التهاني وصادق الأمنيات إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وإلى كافة قيادة المملكة وشعبها الكريم.
جاء ذلك خلال حديث أجرته «الجزيرة» مع معاليه وقال: نحن نشهد نجاحات ملموسة على كافة المستويات للمملكة وفي تحقيق السلام والتنمية الإنسانية، وأكد معالي السفير مورينو على أن علاقات المملكة واليابان علاقات تاريخية وتتطور كل يوم على مدى 70 عاماً من العمل المشترك بين البلدين الصديقين مشيراً إلى أن علاقات المملكة واليابان تعكس المحبة والمصداقية والاحترام فيما بينهم.
وكشف السفير الياباني أن هناك استثمارات ضخمة بين اليابان والمملكة ومشاريع ناجحة في مجال توطين التقنية في المملكة.
* تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الخامس والتسعين.. كيف تنظرون سعادتكم إلى هذه المسيرة؟
- بمناسبة اليوم الوطني الـ 95 للمملكة العربية السعودية، يشرفني أن أتقدم بأحر التهاني وأصدق التمنيات إلى قيادة المملكة وشعبها الكريم.
وفي هذه المناسبة المميزة، أنا على ثقة تامة بأن المملكة ستواصل تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة والمزيد من النجاحات الملموسة على كافة المستويات، بالإضافة إلى دورها الكبير ومساهمتها الإيجابية في تحقيق السلام والتنمية الإنسانية.
أتمنى للشعب السعودي الصديق مزيدًا من الرخاء والازدهار.
* ما هو تقييمكم للعلاقات السعودية اليابانية؟
- تتمتع المملكة العربية السعودية واليابان بعلاقات متينة وتاريخية تطورت على مدى عقود، حيث يصادف هذا العام 2025، الذكرى السبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، وهي محطة مهمة تعكس عمق الصداقة فيما بيننا.
على مدى سنوات، أقامت اليابان والمملكة العربية السعودية علاقات ثنائية متعددة الأوجه تشمل التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي والتعاون المتبادل في القضايا الدولية.
إن شراكتنا الدائمة مبنية على الاحترام المتبادل والقيم المشتركة والالتزام بمواصلة تعزيز علاقاتنا الثنائية. وبينما نحتفل بهذه الذكرى، نبذل جهودًا كبيرة لتعزيز التعاون في مجالات جديدة مثل التقنيات الحديثة والطاقة والتنمية المستدامة بما يتماشى مع الرؤى المستقبلية للبلدين. ونتطلع إلى تحقيق إنجازات أكبر في السنوات القادمة.
* كم بلغ حجم التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين؟ وما المجالات التي يعمل البلدان على تعزيز التعاون فيها؟
- العلاقات التجارية والاستثمارية بين اليابان والمملكة العربية السعودية علاقات متينة حيث تُعَدّ اليابان أحد أكبر الشركاء التجاريين للمملكة. فقيمة استثمارات الشركات اليابانية في المملكة تقارب 6 مليارات دولار في قطاعات مختلفة، كصناعة البتروكيماويات والصناعات التحويلية.
وتُبدي الشركات اليابانية اهتمامًا كبيرًا بالعمل مع المملكة في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والرعاية الصحية والتعليم، وهي قطاعات تعمل المملكة على تطويرها في إطار رؤية 2030.
من ناحية أخرى، تسعى اليابان ودول مجلس التعاون الخليجي إلى إبرام اتفاقية تجارة حرة في أقرب وقت ممكن، وتحرز تقدمًا في مفاوضاتها بهذا الشأن.
* كم عدد الشركات اليابانية العاملة في المملكة؟ وهل هناك اتجاه نحو الاستثمار في المملكة؟
- عدد الشركات اليابانية العاملة في المملكة يصل إلى 120 شركة، وذلك في مختلف القطاعات من بينها الطاقة والبتروكيماويات والبنية التحتية، وتلعب هذه الشركات دورًا رئيسيًا في تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية وتساهم في تعزيز النمو الاقتصادي في المملكة.
يتزايد اهتمام الشركات اليابانية بالاستثمار في المملكة، نظرًا إلى الإصلاحات الاستراتيجية والإمكانات الاقتصادية الواعدة والمبادرات التي أطلقتها المملكة لتحقيق رؤية 2030. ونحن نقدّر الدعم المستمر الذي تقدمه وزارة الاستثمار ووزارة التجارة والجهات السعودية المعنية الأخرى إلى حكومة اليابان والشركات اليابانية.
* كيف يمكن توطين التقنيات اليابانية في المملكة؟
- ضخت الشركات اليابانية استثمارات ضخمة في المملكة العربية السعودية من خلال إطلاق مشاريع ناجحة ومجدية للجانبين، وتم نقل تقنيات يابانية إلى المملكة من خلال تلك الاستثمارات، مما ساهم في تطوير وتحديث الصناعات السعودية. كما ساهمت الحكومة والشركات اليابانية في بناء قدرات الموارد البشرية السعودية في مجال صيانة السيارات، وصناعة البلاستيك، واستهلاك الطاقة، وغيرها.
* ما مدى التعاون في مجال السياحة والتبادل الثقافي بين الشعبين؟
- التبادل الثقافي بين اليابان والمملكة العربية السعودية ينمو بشكل مطرد، والسياحة المتبادلة تشهد كذلك إقبالًا من قِبل الشعبين. وفي الوقت الذي نحتفل فيه بالذكرى السبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، تعمل سفارة اليابان باستمرار على تعزيز التبادل الثقافي ودعم التفاهم المتبادل والصداقة بين شعبَي البلدين.
ومن أهم مبادراتها، مهرجان اليابان السنوي الذي سيُعقَد في الرياض بتاريخ 31 أكتوبر و1 نوفمبر 2025، وسيتضمن فعاليات ثقافية عديدة وعروضًا مختلفة للابتكارات اليابانية.
وأغتنم هذه الفرصة لأهنئ المملكة على جناحها المتميز في معرض أوساكا-كانساي والذي يجذب يوميًا عشرات الآلاف من الزوار. كما يسعدنا تسليم الشعلة إلى المملكة العربية السعودية التي ستستضيف معرض إكسبو 2030 في الرياض، وأنا واثق بأنه سيحقق نجاحًا غير مسبوق وسيعكس تقدمًا للبشرية جمعاء.
* المملكة رائدة في دعم وحل القضايا العالمية. كيف تقيمون هذا الدور؟ كيف تنظر اليابان إلى التطورات الحالية في الشرق الأوسط؟
- تلعب المملكة العربية السعودية دورًا رائدًا في السلام والاستقرار، ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما في شتى أنحاء العالم.
تؤيد اليابان، وبقوة، جهود المملكة الرامية إلى وضع حدٍ للمأساة التي تندلع في غزة في أقرب وقت ممكن وتثمّن مبادراتها لوضع القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات المجتمع الدولي، وتشارك بفاعلية في المؤتمرات رفيعة المستوى التي تنظمها المملكة العربية السعودية وفرنسا في هذا الشأن.
في هذا السياق، تبذل اليابان جهودًا حثيثة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وتؤكد دعمها الثابت لحل الدولتين. لذلك، تكثّف اتصالاتها مع الأطراف الإقليمية المعنية، وخاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أجرى السيد تاكيشي إيوايا وزير خارجية اليابان اتصالاً هاتفياً مع سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير خارجية المملكة العربية السعودية في 2 سبتمبر، وشدد خلاله على ضرورة التعامل مع الوضع الإنساني الصعب في غزة وجدد تأكيده على دعم اليابان الثابت لحل الدولتين.