في كل عام يتجدد فخرنا واعتزازنا بذكرى اليوم الوطني السعودي، ذلك اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - توحيد البلاد تحت راية واحدة، كان ذلك التوحيد نقطة التحوّل من التفرّق إلى الوحدة، ومن الشتات إلى الاستقرار، ومن الضعف إلى القوة، ليُكتب تاريخ جديد لبلاد انطلقت من قلب الصحراء، لكنها حملت في طيّاتها رسالة مجد وأصالة.
اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو رمز متجدد يربطنا بجذورنا العميقة في هذه الأرض الطيبة، ويؤكد أننا أبناء حضارة تستمد قوتها من الدين والعدل، ومن قيم الكرم والشجاعة والعطاء، في هذا اليوم نُدرك أن ما نعيشه من أمن ورخاء إنما هو ثمار غرس الآباء المؤسسين الذين بنوا دولة قوية على الإيمان والعمل.
لقد تحولت المملكة اليوم إلى نموذج عالمي في التنمية والطموح، فمن مشاريع المدن الذكية مثل نيوم، إلى الريادة في مجال الطاقة والاقتصاد، ومن الاهتمام بالعلم والابتكار، إلى الانطلاق نحو الفضاء واستكشاف المستقبل، تثبت المملكة أنها لا تقف عند حدود الماضي، بل تُحلّق بعيدًا حيث لا سقف لطموحاتها.
وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ورؤية ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - تسير المملكة بخطى واثقة نحو المستقبل، وتواصل مسيرتها الحضارية لتكون في مصاف الدول المتقدمة، متمسكة بهويتها الإسلامية الأصيلة وقيمها الراسخة.
إن الاحتفال باليوم الوطني هو تجديد للعهد، وإلهام للأجيال الجديدة بأن يحملوا الراية ويواصلوا المسيرة. فهو جسر يربط بين ماضٍ شامخ صنعه الآباء، وحاضرٍ مزدهر تبنيه القيادة، ومستقبلٍ واعد يرسم ملامحه شباب الوطن بعلمهم وابتكارهم وإبداعهم.
وفي هذه المناسبة الغالية، نرفع أيدينا حمدًا لله على ما أنعم به من وحدة وأمن وأمان، ونجدد الولاء للقيادة الرشيدة، مؤكدين أن المملكة ستظل دائمًا وطنًا يربط الصحراء بالمجد، ويمد أبصاره نحو فضاء المستقبل.
** **
- د. أمل بنت سليمان السعران