تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني، الذي فيه تتجدد مشاعر الولاء والانتماء لهذا الوطن، ويعد من أبرز المناسبات التاريخية، وذلك في 23 سبتمبر من كل عام، ففي عام 1351هـ/ 1932م، تم توحيد البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود-رحمه الله- ويمثل هذا اليوم نقطة تحول محوري في تاريخ الجزيرة العربية بأكملها، حيث انطلقت مسيرة بناء وطن قائم على الأمن والتنمية المستدامة والاستقرار والتطور في كافة المجالات.
حيث صدر مرسوم ملكي في 17 جمادى الأولى عام1351هـ/ 1932م، بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، ويصبح لقب الملك عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، واختيار شعار الدولة الحالي «سيفان ونخلة»، أما العلم فأصبح لونه أخضر مستطيل تتوسط شهادة التوحيد «لا إله إلا الله محمداً رسول الله «باللون الأبيض، وتحته سيف باللون الأخضر».
دلالات وأهمية اليوم الوطني:
اليوم الوطني هو ذكرى تاريخية عميقة تحمل معاني الانتماء والفخر، وتذكّر الأجيال بجهود الآباء المؤسسين في بناء وطن موحد وقوي. كما يعكس هذا اليوم قيمة الوحدة الوطنية التي تعد الركيزة الأساسية لاستقرار المملكة ونهضتها. وخلال العقود الماضية، شهدت المملكة قفزات نوعية في مجالات متعددة مثل التعليم، والصحة، والاقتصاد، والبنية التحتية، والسياسة الخارجية، التي صنع أساسها الملك الموحد، حتى أصبحت دولة ذات تأثير استراتيجي على المستويين الإقليمي والدولي، ولذلك، يمثل اليوم الوطني فرصة لتجديد العهد بين القيادة والشعب على مواصلة مسيرة التنمية، وتحقيق التطلعات المستقبلية.
في ظل رؤية السعودية 2030، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 2016، يكتسب اليوم الوطني أهمية متجددة. فهو مناسبة لعرض ما تحقق من إنجازات في مشاريع التنمية العملاقة مثل: مشروع نيوم، البحر الأحمر، تطوير السياحة، وتمكين الشباب والمرأة في شتى المجالات، ويؤكد هذا التقدم أن مسيرة البناء التي بدأها الملك المؤسس لا تزال متواصلة، حيث تسعى المملكة اليوم إلى تعزيز مكانتها العالمية وبناء اقتصاد متنوع ومستدام.
تتزين مدن المملكة وطرقاتها في اليوم الوطني بالأعلام الخضراء والإنارة المميزة، وتقام فعاليات وطنية وثقافية متنوعة، كالعروض الجوية والعسكرية، الفعاليات التراثية والفنية، الأمسيات الشعرية والاحتفالات الراقية، المبادرات المجتمعية والخيرية.
كما تحرص الهيئة العامة للترفيه على إطلاق برامج خاصة بهذه المناسبة، الوطن بيتًا يحتضن أبناءه ويعزز هويتهم، فهو يستحق الكثير والكثير، ومهما قدمنا فنحن نحمل مسؤولية مواصلة مسيرة التقدم والتطوير.
اليوم الوطني السعودي ليس مجرد تاريخ في الذاكرة، بل هو رمز لمسيرة وطنية عظيمة، بدأت بتوحيد الكلمة ولمّ الشمل، وصولًا إلى بناء دولة مزدهرة وقوية، إنه مناسبة لتجديد الولاء للوطن وقيادته، واستلهام الدروس من الماضي لمواجهة تحديات المستقبل، وتأكيد أن المملكة ماضية بخطى واثقة نحو تحقيق مزيد من الإنجازات، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأخيراً عزنا بطبعنا ونفتخر بالعادات والتقاليد والموروث الثقافي.
* * *
المصادر:
1 - حمزة، فؤاد: البلاد العربية السعودية، الرياض، مكتبة النصر الحديثة، ط2، 1388هـ/ 1968م.
2 - الريحاني، أمين: تاريخ نجد الحديث، بيروت، المطبعة العلمية، ط1 ، 1928م.
3 - آل سعود، د. فيصل بن مشعل: موجز تاريخ الدولة السعودية، الرياض، جامعة المجمعة، 1439هـ/ 2018م.
** **
- صباح بنت رشود الرويلي